أسقط الحماس المفرط البرلمانية عن حزب الاتحاد الدستوري، بشرى برجال، من على صهوة "حصانها" بعدما تملكها الشعور العارم بالوطنية وسط "المسيرة الحمراء"، كما سمتها، في مسيرة الرباط المنددة بتصريحات بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، حين وصفت المسؤول الأممي تارة بالقرد، وتارة أخرى بالحمار. وفي غمرة العفوية والاندفاع اللذين وسما مسيرة الرباط الحاشدة، لم تمسك برجال لجام فمها جيدا، فانبرت تحور اسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ولقبته بالإنجليزية "حمار" و"قرد"، لتعرب عن رفضها لمواقفه الأخيرة لما تحدث عن "احتلال الصحراء"، وهو ما لاقى ردود فعل قوية من المملكة. وأبدى الكثيرون امتعاضهم من اللغة التي استخدمتها برلمانية عُرف عنها حسن الكلام وسبكه، إلى حد أنها استفاضت يوما في التغزل بربطة عنق رئيس الحكومة، تحت قبة البرلمان، واعتبروا ما تفوهت به برلمانية حزب "الحصان" فلتة لسان ما كانت لتقع فيها لو قدرت جيدا موقفها وصفتها البرلمانية. وإذا كان حزب "الحصان" قد حاول إصلاح ما أفسدته برلمانيته المفرطة في الحيوية، بنعتها المسؤول الأممي ب"دونكي مون" و"مونكي مون"، من خلال تنبيهها بسبب "خطورة" تصريحاتها، ورغم اعتذارها وتأكيدها على أن كلامها فُهم خطأ، فإنه كان من الأليق أن تنتبه برجال إلى لسانها، وتحصنه ضد الانزلاقات، والانسياق وراء الحماس السياسي، لأن "اللسان فيه عظم"، وهو عظم التؤدة والتريث والرصانة.