هددت كوريا الشمالية ب"إطلاق حرب مقدسة شعبية شاملة وإفناء المعتدين" في حال قامت الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية باستفزازات ما. وأشار بيان مشترك صدر عن حكومة البلاد وأحزابها السياسية ومؤسساتها، الأربعاء 16 مارس، ردا على تدريبات "Key Resolve" و"Foal Eagle" الأمريكية-الكورية الجنوبية المشتركة، إلى الطابع الخطير للمرحلة الثانية من مناورات واشنطن وسيئول، التي تنفذ في إطارها "تجربة عمليات خاصة للتقدم في عمق الأراضي الكورية الشمالية" و"توجيه ضربات دقيقة إلى المنشآت الاستراتيجية لكوريا الشمالية". وتوعدت بيونغ يانغ بأن "شعب البلاد كله سيقف للدفاع عن زعيم (كوريا الشمالية)"، مهددة في الوقت نفسه بأن الجيش الشعبي الكوري "سينفذ ضربات وقائية على قلاع العدو باستخدام رؤوس نووية". وتجدر الإشارة إلى أن الخبراء الكوريين الشماليين أجروا، 15 مارس، بأمر من الزعيم كيم جونغ أون، وفي إطار الرد على المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية، التي تعد، حسب سيئول، الأكبر في تاريخ المنطقة، اختبارا لقدرة رؤوس الصواريخ البالستية العابرة للقارات على مقاومة الحرارة. وقالت بيونغ يانغ إن الاختبار دل على أن مواد التصنيع الكورية الشمالية المقاومة للحرارة تضمن خروج رؤوس الصواريخ البالستية العابرة للقارات من المدار ودخولها في الطبقات الكثيفة للغلاف الجوي لاستهداف منشآت العدو. وأشاد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بنتائج الاختبار، مشيرا إلى أن كوريا الشمالية قد أعدت تكنولوجيات لا تمتلكها إلا بعض الدول العسكرية الكبرى، الأمر الذي ضمن تقدما هائلا في مجال إنتاج الصواريخ البالستية. وأصدر كيم جونغ أون تعليمات إلى الجهات المختصة بأن تُجري عما قريب تجربة رأس نووي وبضعة أنواع من الصواريخ البالستية. وحسب قول الزعيم الكوري الشمالي، الذي رافقه قائد قوات الاستراتيجية الكورية الشمالية كيم راك جوم، فإن نوعية الوسائل الضاربة التي صنعتها كوريا الشمالية تعكس قدرة البلاد وعزتها. وكان الزعيم الكوري الشمالي أصدر في وقت سابق أمرا باستهداف أهم المنشىآت الكورية الجنوبية والقواعد العسكرية الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ عند الضرورة. كما أمر ببقاء القوات الكورية الشمالية في حالة استعداد قتالي دائم، وحذر كوريا الجنوبية من القيام باستفزازات، مؤكدا أنه سيصدر أمرا بتوجيه ضربة إليها باستخدام جميع الوسائل الهجومية، بما في ذلك الرؤوس النووية، في حال وقوع تلك الاستفزازات. جدير بالذكر أن التوتر في شبه الجزيرة الكورية تزايد منذ إجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة في ال9 من يناير، وزعمت بيونغ يانغ أنها اختبرت قنبلة هيدروجينية مصغرة بنجاح، الأمر الذي يشكك فيه الخبراء فضلا عن حكومتي كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة. وفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة قاسية على الدولة المعزولة بسبب تجربتها النووية هذه، لكن كرويا الشمالية واصلت اختباراتها العسكرية بإطلاق صاروخ بعيد المدى الشهر الماضي، الأمر الذي دفع الأممالمتحدة لفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ. وتعليقا على التهديدات النابعة عن كوريا الشمالية أكد رئيس القيادة الشمالية للقوات الأمريكية، الأميرال ويليام غورتني الخميس 10 مارس أن بيونغ يانغ تملك صاروخا بالستيا عابرا للقارات وقادرا على وصول أراضي الولاياتالمتحدة القارية.