أبقت كوريا الشمالية، أول أمس الخميس، العالم متأهبا قبل تجربة صاروخ محتملة تتزامن والاحتفال بزعمائها الراحلين والأحياء وسط توتر حاد في شبه الجزيرة الكورية. لغة الصواريخ تدخل قاموس الحرب المحتملة في شبه الجزيرة الكورية (خاص) حضت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية كوريا الشمالية على الكف عن "اللعب بالنار" والإحجام عن إطلاق الصاروخ، الذي تبدو عاقدة العزم عليه رغم العقوبات الدولية وتحت طائلة إشعال الحرب في شبه الجزيرة. كما دان وزراء خارجية مجموعة الثماني "بأشد العبارات" موقف كوريا الشمالية وتوعدوا بفرض عقوبات جديدة على نظام بيونغ يانغ في حال أجرت تجربة صاروخية. وأدان وزراء خارجية الدول الثماني الكبرى في بيان ختامي أصدروه إثر اجتماعهم، الخميس المنصرم، في لندن "التطور المستمر لبرنامج الأسلحة النووية والصواريخ البالستية" لكوريا الشمالية، وخصوصا تخصيب اليورانيوم. وأكدوا أن أعمال كوريا الشمالية "تشكل انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الأمن الدولي". وتوقفت أجهزة الترويج الرسمية الكورية الشمالية عن تهديداتها اليومية المستمرة منذ أسابيع للإشادة بزعيم البلاد كيم جونغ-اون بمناسبة العيد الأول لوصوله إلى الحكم. وجونغ-اون هو الثالث من العائلة، الذي يتولى الحكم، منذ تأسيس النظام عام 1948، على يدي جده ايل-سونغ، فخلف والده جونغ-ايل، بعد وفاته في دجنبر2011. وعين في 11 أبريل رئيسا لحزب العمل وهو الحزب الوحيد في البلاد، الذي يواليه سكان البلاد، الذين يبلغ عددهم 24 مليون نسمة. وأشادت صحيفة الحزب الرسمية رودونغ شينمون بجونغ اون "رجل القناعة والإرادة الأول" ناسبة إليه نجاح إطلاق صاروخ في دجنبر الماضي، وتجربة نووية في فبراير. وأكدت الصحيفة أن "التاريخ لم يشهد زعيما اشتراكيا مثله". وتستعد كوريا الشمالية للاحتفال الاثنين بالعيد 101 لمولد كيم ايل سنوغ، الذي توفي في 1994، حيث بدأت الوفود الأجنبية بالتوجه إلى العاصمة بيونغ يانغ بحسب وسائل الإعلام الرسمية. ومنذ فبراير 2012، أجرت بيونغ يانغ عمليتي اطلاق لصواريخ حققت أحداها في دجنبر نجاحا، واعتبرها الغرب تجربة لإطلاق صاروخ بالستي، بالإضافة إلى تجربة نووية أدت إلى فرض مجموعة جديدة من العقوبات في مجلس الأمن الدولي. كما أعلنت، أخيرا، إعادة تشغيل محطاتها النووية ونصبت بطاريات صواريخ متوسطة المدى على ساحلها الشرقي. وكان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل صرح، الأربعاء المنصرم، أن "كوريا الشمالية ومن خلال خطابها العدائي، إنما تلعب بالنار ولا تساعد في احتواء وضع غير مستقر"، مضيفا أن الولاياتالمتحدة "مستعدة لمواجهة أي احتمال". وأضاف هيغل "بلادنا مستعدة تماما لمواجهة أي احتمال، وأي عمل يمكن أن تقوم به كوريا الشمالية، وأي استفزاز يمكن أن تنجر إليه". والأسبوع الماضي نقلت كوريا الشمالية إلى ساحلها الشرقي صاروخي موسودان مداهما 4 آلاف كلم قادرين على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام الأمريكية، حيث أجريت مناورات طارئة الخميس تحسبا لأي ضربة من بيونغ يانغ. ويمكن أن تتم عملية إطلاق الصاروخ بحلول 15 أبريل المصادف ذكرى مولد مؤسس كوريا الشمالية أو أن تتزامن مع الزيارة المقررة لسيول لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والأمين العام للحلف الأطلسي، اندرس فوغ راسموسن. وأشار مصدر حكومي كوري جنوبي إلى أن بيونغ يانغ يمكن أن تطلق عدة صواريخ إذ تم رصد تحركات لعدة آليات مجهزة لإطلاق صواريخ سكود (مداها بضع مئات الكيلومترات) وصواريخ رودونغ (مداها يتجاوز آلاف كلم). وقامت بيونغ يانغ بتحريك صواريخها مرات عدة في الأيام الأخيرة لارباك الاستخبارات الأجنبية والعملاء المكلفين بمراقبة منصات الإطلاق، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية الخميس. وأعلنت وسائل إعلام يابانية الخميس نقلا عن مسؤول في وزارة الدفاع اليابانية أن منصة أو منصتي إطلاق لصواريخ موسودان تم توجيهها نحو السماء، لكن الأمر ربما يكون لمجرد التضليل.