استعرضت أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، عددا من النقاط المرتبطة بإستراتيجية المغرب في مجال الطاقات والمعادن، أمام سفراء حوالي خمسين دولة معتمدين لدى المغرب، حيث شددت على أن المملكة رغم عدم توفرها على موارد كبيرة في مجال المعادن والنفط، إلا أنها اختارت تطوير الطاقات النظيفة. وقدمت بنخضرة، أمام الدبلوماسيين الأجانب الذين شاركوا في لقاء نظمته المؤسسة الدبلوماسية بالرباط، صورة عن قطاعات الطاقة والمعادن، بالإضافة إلى بروز المغرب على الساحة الإفريقية في المجال، من خلال تعاونه مع عدد من بلدان القارة في إطار التعاون جنوب جنوب. بنخضرة شددت على أن المملكة تتوفر على رؤية مستقبلية في مجال الطاقة والمعادن، تطمح إلى تطويرها في أفق 2020 و2030، "وهناك فرص استثمارية كبيرة وبرامج جد مهمة للتعاون يقودها المغرب مع عدد من الدول"، على حد تعبير بنخضرة، مضيفة أن الإستراتيجية الطاقية منذ 2009، كانت واضحة المعالم، وذلك وفق التوجيهات الملكية، مما ساهم في تطوير الموارد الطاقية، بالإضافة إلى فرص الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية والريحية. وتساءل عدد من السفراء عن طبيعة هذه الاستثمارات في المغرب، وتوجهت السفيرة الصربية إلى أمينة بنخضرة مؤكدة أن الاعتماد على الطاقة النووية ينبني على قدر كبير من المخاطرة، خاصة على المستوى البيئي، فيما كان جواب المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بأنه لا توجد في المغرب أي سياسة من أجل الاعتماد على هذا النوع من الطاقة في الوقت الراهن. وفي الوقت الذي اعتبرت فيه المغرب نموذجا على الصعيد العالمي عبر المشاريع الضخمة التي يقوم بها، كشفت بنخضرة أنه في أفق سنة 2020 ستمثل نسبة الطاقة الشمسية والريحية 42 في المائة من مجموع الإنتاج، وفي سنة 2030 ستصل النسبة إلى 52 في المائة. وتطرقت بنخضرة، خلال حديثها للسفراء الأجانب بالرباط، إلى مجال الغاز المسال والتنقيب عن الهيدروكاربورات في المغرب، مبرزة أن المكتب يعمل من أجل تطوير هذا القطاع، "ولدينا عقود مع أكثر من ثلاثين شركة تشتغل سواء في البحر أو في البر، والمشاريع تتقدم بالرغم من أنه لا توجد لدينا اكتشافات كبيرة للنفط". بنخضرة عرجت على الوضعية الصعبة التي يعيشها العالم في مجال النفط، وأوضحت أن هذه الظرفية تتسم بانخفاض في الأسعار، مما يحتم على المغرب بذل مجهودات أكبر من أجل استقطاب الاستثمارات، مضيفة أن التراب المغربي يتوفر على أحواض رسوبية واسعة ومؤهلات تحتم عليه المخاطرة وجلب استثمارات مهمة. وفي إطار التعاون جنوب جنوب في قطاع الطاقة، أكدت المسؤولة المغربية أن هناك برامج للمكتب مع الغابون ومالي والسنغال، و"عقدنا شراكات مع عدد من الدول في إطار التكوين التقني في مجال المعادن والهيدروكاربورات، كما نستقطب ممثلين من الشركات الوطنية لهذه الدول من أجل التكوين في هذه الميادين"، على حد تعبيرها.