في حصيلة جديدة، لقيت تلميذة وتلميذ مصرعهما، وأصيب أزيد من 45 تلميذا آخرين، إصابات ستة منهم خطرة، إثر حادثة سير مأساوية على مستوى دوار تازوليت، بالجماعة القروية مسيسي، بإقليم تنغير، بعد اصطدام قوي بين شاحنة تشتغل لصالح منجم بالمنطقة، كانت تنقل قرابة 50 تلميذا وتلميذة، وبين سيارة رباعية الدفع على طريق في طور التعبيد، تربط ألنيف بمدينة الريصاني. الحادثة العنيفة تسببت في مصرع تلميذة على الفور، بينما لقي تلميذ آخر حتفه أثناء نقل المصابين إلى مستشفى مولاي علي الشريف بالراشيدية، كما جرى الاحتفاظ بعدد من التلاميذ إصاباتهم خفيفة بمستشفى تنغير. وأكد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، الدكتور هروش حميد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مستشفى مولاي علي الشريف استقبل، عشية أمس، 48 تلميذا وتلميذة، حالات ستة منهم خطرة، فيما خضع ثلاثة منهم لعمليات جراحية عاجلة، بينهم تلميذ مبتور الذراع، بالإضافة إلى كسور وتشققات وجروح ورضوض. من جهته قال محمد نظيف، رئيس جمعية السلامة الطرقية بتنغير، إن الشاحنات التابعة لمناجم بالمنطقة دأبت، منذ خمس سنوات، على نقل التلاميذ من وإلى ثانوية مصيصي، بإقليم تنغير، مؤكدا أن السائقين من أبناء المنطقة يتطوعون لحمل التلاميذ من على جنبات الطريق قصد مساعدتهم في الوصول إلى أقسامهم المدرسية، في غياب تام لوسائل النقل المدرسي. المتحدث أكد، في تصريحه لهسبريس، أن الشاحنة المذكورة حملت قرابة 50 تلميذا من القاطنين بالخيرية، زوال أمس الجمعة، لإيصالهم إلى منازلهم، إلا أنها اصطدمت بقوة بشاحنة أخرى قادمة من الاتجاه المعاكس، كانت تتبعها سيارة رباعية الدفع، متابعا: "قوة الاصطدام جعلت التلاميذ يطيرون في الهواء ويسقطون على جنبات الطريق". الفاعل الجمعوي، الذي حضر إلى عين المكان بعد الحادثة، أكد أن عددا من سيارات الوقاية المدنية والهلال الأحمر هرعت نحو مكان الحادثة، كما عمد المواطنون إلى نقل المصابين في سياراتهم الخاصة نحو مستشفى تنغير الذي حولهم بدوره صوب مستشفى الراشيدية، كاشفا أن "المصابين لم يتلقوا العلاج إلا بعد ثلاث ساعات من الحادثة". "من غير المقبول غياب نقل مدرسي عن تلاميذ يضطرون للتنقل مسافة 27 كيلومترا"، يورد رئيس جمعية السلامة الطرقية بتنغير، متابعا: "لم يفكر المسؤولون يتخصيص ميزانية للنقل المدرسي في وقت تصرف فيه أموال طائلة على أمور تافهة، وتترك الضروريات جانبا إلى حين حدوث مآسي إنسانية وحوادث مفجعة". ودعا نظيف المسؤولين إلى تخصيص سيارات ملائمة وآمنة لنقل التلاميذ من وإلى مؤسساتهم التعليمية، بالإضافة إلى إخضاع سائقي النقل المدرسي لتكوين خاص يتلاءم مع مهامهم حفاظا على أرواح أبناء المغرب، يقول الفاعل الجمعوي.