بجلباب مغربي أنيق يجمع بين الأصالة والمعاصرة، جلس رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إلى جانب عدد من قادة ورؤساء حكومات دول عربية وإسلامية، ليشاهد عرضا عسكريا شارك فيه المغرب، بمعية بلدان أخرى، يتوج مناورات "رعد الشمال" التي شهدتها مدينة الملك خالد العسكرية، بمحافظة حفر الباطن، شمال السعودية. وبمناسبة تنظيم هذا العرض العسكري، الذي ترأسه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ألقى قائد المنطقة الشمالية السعودية وقائد القوات البرية المشاركة في التمرين، اللواء ركن فهد المطير، كلمة أكد فيها أن مناورات "رعد الشمال" تمثل "نقلة نوعية" في العمل العسكري الاحترافي. وقال اللواء المطير "إن التمرين يستمد أهميته ليس من حيث عدد الدول المشاركة فيه، ولا من حيث حجم القوات وتنوع تسليحها وقواتها القتالية العالية فحسب، بل أيضا في سرعة الاستجابة والقدرة على حشد القوات من مختلف دول العالم العربي والإسلامي في زمن قياسي". وأوضح اللواء أنه تم تطبيق جميع أنواع العمليات العسكرية وبنجاح "تام" ما أسهم في رفع مستوى الجاهزية القتالية للقوات القتالية المشاركة ودرجة استعدادها لتكون قوة ضاربة "لنصرة الحق وردع كل من تسول له نفسه المساس بالدول العربية الإسلامية وبمقدرات شعوبها، لاسيما في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة". وتكون العرض المصاحب لتمرين "رعد الشمال" من عرض عسكري بري وجوي ، ولوحدات رمزية من القوات المشاركة في التمرين. وكانت مدينة الملك خالد العسكرية شهدت أمس الخميس المناورة الختامية لتمرين "رعد الشمال" برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور عدد من الزعماء والقادة العسكريين من دول عربية وإسلامية. وتعد مناورات "رعد الشمال" التي انطلقت في 27 فبراير الماضي بمشاركة قوات من نحو 20 دولة عربية وإسلامية، إضافة إلى قوات درع الجزيرة، واحدة من أكبر التمارين العسكرية بالعالم من حيث كم ونوعية العتاد المستخدم لدى قوات الدول المشاركة، واتساع منطقة هذه المناورات المقدرة بحوالي 900 كيلومتر. وركزت المناورات على تدريب القوات على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية والجماعات الإرهابية، وفي نفس الوقت تدرب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما يسمى بالعمليات منخفضة الشدة، إضافة إلى تدريب القوات على العمل على عدة انساق متباعدة الزمان والمكان. وتأتي هذه المناورات العسكرية في ظل تنامي التهديدات الأمنية، وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني، كما تعكس رغبة الدول المشاركة في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.