اصطفاف عدائي غريب ضد وحدة المغرب الترابية ذلك الذي بصمت عليه إحدى الشبكات الإخبارية، التابعة لنشطاء شيعة بينهم مغاربة، بتعمدها اتهام الرباط بما نعتته "استغلالها للثروات البحرية والمعدنية في منطقة الصحراء الغربية وملاحقتها للداعمين للانفصال عن المغرب"، مستندة في ذلك إلى من تقول إنهم "مراقبون". وكسابق التقارير الموجهة ضد المغرب، ظهر الناشط الشيعي هشام الأشقر، مرة أخرى، ليقدم تقريرا إخباريا على قناة "فدك"، التي يوجد مقرها بلندن، فيقول إن "الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة، ويسيطر المغرب على 80% من أراضيها"، مستندا في تقريره إلى مواقف جبهة "البوليساريو" الانفصالية المتهمة للمغرب باحتلال الصحراء، وبكون المنطقة الجنوبية "من حق الشعب الصحراوي". مناسبة التقرير الموجه جاءت لإثارة موقف الحكومة المغربية من التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في الجزائر ومخيمات تيندوف، والتي نعتت مون ب"التخلي عن الحياد والموضوعية"، بعدما دعا، عند لقائه بالمسؤولين الجزائريين، إلى ضرورة إيجاد حل لقضية الصحراء بناء على تقرير المصير، في حين اختار وصف علاقة المغرب بالصحراء باعتبارها "احتلالا". وكعادة تقارير القناة الشيعية، استند مقدم البرنامج إلى من وصفهم ب"مراقبين" يتهمون الرباط "باستغلالها للثروات البحرية والمعدنية المتواجدة في منطقة الصحراء وملاحقتها للداعمين للانفصال عن المغرب"، موردا، في الوقت ذاته، أن المغرب يتهم الجارة الحزائر "باختلاق مشكلة الصحراء الغربية بغرض إنشاء دولة حليفة لها". وأورد التقرير الإخباري ذاته، الذي تعمد إظهار قيادات ومقاتلي جبهة "البوليساريو" الانفصالية في غالب اللقطات، أن منطقة "الصحراء الغربية"، كما ينعتها، دخلت عام 1993 في قائمة الأراضي غير المستقلة "فهي معنية بتطبيق لائحة رقم 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان عن منح الاستقلال للشعوب والدول المستعمرة". وانتقلت النشرة الإخبارية إلى تقرير قدمه ناشط شيعي يلقب بمحمد أبو سلطان، الذي قال إن مشكلة "الصحراء الغربية"، بحسب وصفه، تعد من أعقد الصراعات المستعصية على الحل في القارة الإفريقية، مضيفا أن جبهة "البوليساريو" الانفصالية "حظيت باعتراف دولي جزئي منذ تأسيسها عام 1976"، مشيرا في ذلك إلى تقارير دولية منحازة للأطروحة الانفصالية القائلة بأن "الشعب الصحراوي محتل من طرف المغرب".