كشفت شخصيات سياسية وحكومية في الجزائر ما سمته محاولة تشويه سمعة البلاد من جهات معارضة، من خلال الاستقواء بأطراف خارجية، محذرة من مغبة "اللعب بالنار"، ودفع المجتمع الجزائري إلى حافة الانهيار، واندلاع الفوضى في البلاد، في سياق جيوسياسي ملتهب. وانتقد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، الموالي للنظام الجزائري، أحمد أويحيى بعض الأحزاب والشخصيات المحسوبة على المعارضة في الجزائر، لأنها تحاول "تشويه سمعة الجزائر"، والاستعانة بأطراف خارجية من أجل تحقيق مآرب شخصية للوصول إلى السلطة". واتهم القيادي في ثاني قوة سياسية في البرلمان الجزائري، المعارضة السياسية في الجزائر، بكونها تصطاد في المياه العكرة، وبأنها تعمد إلى "الاستقواء بالخارج"، وتعمل ضد مصالح البلاد في ظل التطورات الخطيرة للأوضاع الأمنية في المنطقة" على حد تعبيره. وقال أويحيى، في رسالة بمناسبة عيد المرأة العالمي، إن المعارضة السياسية في الجزائر تعمل ضد المصالح الوطنية ولديها أطماع الوصول إلى هرم الدولة عن طريق خلق الفوضى، منتهزة الأزمة الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية لشحن الشارع الجزائري". ولفت المسؤول الجزائري إلى أن "الشعب الجزائري لم يضمد بعد جراحه بسبب الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، ومر بتجربة مريرة ضد الجماعات المسلحة وحارب فيها الإرهاب بمفرده، كما أنه يتابع يوميا الصراع الدموي بفعل موجة "الربيع العربي". ووافق الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، حيث حذر بدوره من الفوضى داخل البلاد، منبها إلى خطورة محاولات ضرب الجزائر من طرف جهات خارجية، لم يسمها سعداني. ويرى محللون جزائريون أن الانتقادات اللاذعة للمعارضة السياسية في البلاد فرضتها الظروف التي تشهدها المنطقة ككل، وأبرزوا أن تصريحات أويحي وسعداني سياسية محضة تحاول الإبقاء على السلطة في يديها، خصوصا أن المعارضة مسكت عصا الأزمة الاقتصادية، وتحاول اليوم أن تستعملها لتمرير خطاباتها وآرائها. وفي نظر محللين جزائريين، التحذير من موجة "الربيع العربي" في عديد من الدول العربية تستعملها بعض الأحزاب الموالية للنظام كفزاعة للبقاء في هرم الدولة وتسيير شؤون البلاد، وبأن المعارضة السياسية في الجزائر ما زالت "ضعيفة" لأنها لم تتمكن من شحذ جمهور واسع إلى جانبها".