بعد زهاء عشرين يوم قضاها الملك محمد السادس في الديار الفرنسية، جمع فيها بين زيارة "عمل وصداقة" اتسمت بمحادثات أجراها مع الرئيس فرانسوا هولاند، في قصر الإليزي يوم 17 فبراير الماضي، وبين عطلة خاصة أمضاها في باريس، عاد العاهل المغربي اليوم إلى أرض الوطن. وحطت طائرة الملك محمد السادس عشية اليوم السبت في مطار الرباطسلا، عائدة من فرنسا، حيث من المرتقب أن يقوم الملك، في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، بزيارة جهة تادلة – أزيلال، حيث سيشرف على تدشين وإعطاء انطلاقة أشغال مشاريع اجتماعية وتنموية، كما سيزور مناطق قروية بالإقليم . وتشهد منطقة تادلة أزيلال في هذه الأيام حركية لافتة بحسب مصادر هسبريس، شملت أشغال تزيين الشوارع، وتبليط الطرقات، وتهيئة الأرصفة، وصباغة المنازل المطلة على الشوارع الرئيسية، فضلا عن تثبيت الأعلام والرايات الوطنية، استعدادا للزيارة الملكية المرتقبة. وتميزت زيارة الجالس على عرش المملكة إلى فرنسا، بلقائه مع الرئيس هولاند في قصر الإليزيه، والتي توجت ببلاغ رسمي أفاد بأن مباحثات زعيمي البلدين تطرقت إلى الملف الليبي، وسبل مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، كما بحثا مجالات جديدة للتعاون الأمني المشترك. وقام العاهل المغربي والرئيس الفرنسي يوم 19 فبراير الماضي، بزيارة إلى معهد العالم العربي، حيث قدم لهما مشروع المركز الثقافي المغربي الذي سيتم تشييده بباريس، وهو المركز الثقافي الذي سيشكل واجهة حقيقية للثقافة المغربية الزاخرة، وسيساهم في التعريف بتراث وتقاليد المملكة. وترأس زعيما البلدين الحليفين، بمعهد العالم العربي وسط العاصمة باريس، التوقيع على اتفاقية بين مديرية الوثائق الملكية ومتحف ∀وسام التحرير∀، وتتعلق هذه•الاتفاقية بتنظيم معرض في أكتوبر المقبل بمجمع ليزانفاليد حول المغرب بمناسبة تخليد الذكرى 60 للاستقلال. حري بالذكر أنه سبق للملك أن قام بزيارة رسمية إلى فرنسا في 20 نونبر الماضي، والتقى حاكم قصر "الإليزيه"، أياما قليلة بعد وقوع اعتداءات إرهابية ضربت قلب العاصمة باريس، في ال13 من الشهر ذاته، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الضحايا، وكانت مناسبة لتشكر فرنسا المملكة على مساعدتها الفعالة في الحرب ضد الإرهاب.