بدعوة من جاك لانغ، مدير معهد العالم العربي في العاصمة باريس، توجه الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، اليوم الأربعاء، المعهد قصد الاطلاع على تفاصيل مشروع المركز الثقافي المغربي الذي سيتم تشييده بباريس. ويشكل هذا الصرح الثقافي واجهة حقيقية للثقافة المغربية بتنوعها وثرائها، حيث إنه من المزمع أن يساهم في التعريف بالتراث والتقاليد المغربية، ولكن أيضا بتعريف المواطن الفرنسي بالمشهد الفني المغربي المعاصر، وذلك بشراكة مع المؤسسات الثقافية المغربية والفرنسية. ويروم القائمون على تشييد المركز الثقافي المغربي وسط العاصمة باريس، والذي يمتد على مساحة تناهز 320 مترا مربعا، وبغلاف مالي يصل إلى 7 ملايين أورو، أن يكون هذا المركز لبنة تساهم بقوة في تقوية الروابط بين الجالية المغربية المقيمة في فرنسا وبلدها الأصلي. وسيتواجد المركز الثقافي المغربي في شارع سان ميشيل، وهو المقر القديم لجمعية الطلبة المسلمين من شمال إفريقيا، وسيكون فضاء يمد جسور التعارف والتلاقح الثقافي والحضاري بين المملكة وحليفتها التاريخية فرنسا، وأيضا صلة وصل بين مغاربة فرنسا ووطنهم الأم. وترأس الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي بمعهد العالم العربي مراسيم التوقيع على اتفاقية بين مديرية الوثائق الملكية ومتحف "وسام التحرير"، وهي الاتفاقية التي تتعلق بتنظيم معرض في أكتوبر المقبل بمجمع ليزانفاليد حول المغرب بمناسبة تخليد الذكرى 60 للاستقلال. وبعد معرضي "المغرب المتوسطي" و"المغرب المعاصر"، سيشكل هذا الحدث فرصة جديدة لترسيخ فرادة العلاقات بين المغرب وفرنسا، والتي انصهرت طيلة تاريخ غني وثري يجمع البلدين معا، فضلا عن الأوراش التنموية المفتوحة التي انطلقت في المملكة، وبدعم ومشاركة من فرنسا. وقام العاهل المغربي بذات المناسبة بزيارة المعرض المخصص ل"أسطورة أوزيريس" الذي يعرض لأول مرة أزيد من 250 قطعة وعملا من التراث العالمي القديم، علاوة على حوالي 40 قطعة تاريخية قادمة من متاحف مصرية كبيرة، مثل متحف القاهرة ومتحف الإسكندرية.