أثناء تتبعي ل"قناةالرياضية المغربية"، وفي إطار اللغط حول إقالة المدرب الوطني السيد بادو الزاكي، قال أحد المشاركين في برنامج يناقش موضوع الإقالة المفاجئة، وهو بالمناسبة عضو بالجامعة الملكية لكرة القدم :"..إن قرار إقالة الناخب الوطني بادو الزاكي قرار شجاع.."، قالها بلكنته الشمالية فوجدت استحسانا عند الحاضرين بما فيهم معد البرنامج، لكن لحسن حظ المغاربة كان هناك صحفي "مشاغب" حاول على استحياء معاكسة تيار مدح قرار الإقالة "الشجاعة"، وتلميع صورة المدرب الجديد الفرنسي "رونار" الثعلب كما يلقبه البعض. شخصيا أعتبر الإقالة في هذا التوقيت بطعم الطرد التعسفي، وإهانة للإطار الوطني وللشعب المغربي، إنها طعنة في الظهر ونكران الجميل وخاصة أن الزاكي رفع التحدي و أخذ فريقا لم يتبقى له من لقبه "أسود الأطلس" إلا الجلود"لبطاين". فقرارالإقالة عرفه الفرنسيين قبل الزاكي بمدة ليست بالقصيرة، فمنذ البداية كان اللوبي الفرنسي في الجامعة غير موافق على تنصيب الزاكي، لكن ضغط الشعب أرغمهم على تقبله على مضض، إنهم ينتظرون فقط أي هفوة أوتعثر، كما يخشون من أي إنجاز "لا قدر الله" يحققه الزاكي. لقد استطاع بادو الزاكي وفي وقت قياسي لم شتات المنتخب الوطني المهلهل ، حيث استطاع الأسود انتزاع بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها الغابون السنة المقبلة، واحتل المنتخب الوطني الرتبة الأولى بالمجموعة السادسة، وقضية التأهل لمونديال 2018 المنظم بروسيا في المتناول، لكن هناك حسابات أخرى في الكواليس لا يعرفها إلا الضالعون ف"التخلويض" داخل الجامعة ، وبالرجوع للتاريخ القريب وبالضبط كأس إفريقيا للأمم المنظم بتونس، ألم يحتل المنتخت المغربي الرتبة الثاتية عن جدارة واستحقاق خلف البلد المنظم، وتعد هذه من أهم الإنجازات للكرة المغربية في السنيين الأخيرة، بعد الفوزبكأس إفريقيا 1976و التأهل لدور الثاتي بمونديال المكسيك 1986 كأول بلد إفريقي وآسيوي يصل إلى الدور الثاتي. إن هذه الإنجازات تحققت على يد مدربين وطنيين من المغرب والثالث مدرب أجنبي هو المرحوم المهدي فاريا من البرازيل، ولسوء حظ لوبي المدرب الأ جنبي وخاصة الفرنسي، فلم يكن أي إنجاز تحقق للمغاربة على يد المدربين الفرنسيين الذين تعاقبوا على تدريب الأسود، لقد صرح المدرب الفرنسي الحالي "رونار" أنه صديق قديم للمدير التقني الوطني ناصر لاركيت، وأنه مند مدة وهو يتابع أسود الأطلس عن كثب، أين هي الشجاعة لشرح هذه الأمور؟ لقد تم حبك السيناريو لجلب الفرنسي، بدعوى أن مستوى الفريق الوطني متدبدب، ولا يمكن الانتظار حتى النهاية لابد من ضربة استباقية، طبعا تم تحريك جوقة من الصحفيين من نوع"كاري حنكو" لتهيئ الرأي العام لتقبل الإقالة"القرار الشجاع". خلاصة القول أ الشجاعة"أمولاي الزاز" تكمن في الإفصاح عن مصير الملايير التي اختفت وشكلت عجزا للجامعة، من المتسبب في هذه الكارثة ومن المستفيد منها وأين وصل التحقيق؟ ومن المسؤل عن قرار الإقالة المرتجلة ونحن على أبواب مقابلة هامة؟ إن الشجاعة تخون أصحاب القرارعندما يتعلق الأمر بمن يحمل لقب "المسيو"، ولتذكير مر قبل سنوات مدرب أجنبي عجز الجميع عن فك طلاسم مرتبه فأين هي الشجاعة"أمولاي الزاز"؟. وبما أنكم مغرمون بالمدربين الأجانب الحاملون لكلمة "المسيو"، وخاصة الفرنسيين منهم سأقترح عليكم حلا جذريا للخروج من الأزمة الكروية الحالية، وهو كا لتلي :"..يمكننا جلب مسيو جاك ليصبح مسؤلا عن الجامعة وتبديل الطاقم التقني بمسيو ميشيل والطبي بمسيو بيير والمعد البدني بمدام كترين.." المهم أن يتم إقالة كل المسؤلين المغاربة بقرار"شجاع". عندها يمكننا تحميل الإطار الفرنسي مسؤلية أي إخفاق بعد سحب عذر"عدم انسجام الطاقم". في الحقيقة تم اختطاف المنتخب الوطني، وقدم قربانا للمدرب الفرنسي بعد أن حقق الزاكي التأهل للغابون وهو في طريقه للمنديال الروسي، والتعاقد يشير إلى التزام الإطار الوطني بتأهيل الأسود للإستحقاقين، أما ذريعة تدبدب المستوى فهي مجرد ضحك على الذقون، ففي كأس إفريقياللأمم "ببوركينا فاسو"، فاز الفريق المصري بالكأس بقيادة المدرب القدير حسن شحاتة رغم "تدبدت" مستواه في الإقصائيات وكذلك في الدور الأول، ولم يرشحه المحللون المصريين والأجانب حتى للمرور من الدور الأول ناهيك عن الفوز باللقب، لكنه قلب كل التكهنات وفاز بالكأس الإفريقة الغالية، في حين كان المنتخب المغربي بقيادة المدرب الخبير هنري ميشيل و لم يتجاوز الدور الأول. أصدقكم القول لا أعتبر هذا الفريق من الآن فصاعدا فريقي الوطني، لن أتابع مقابلاته سأكتفي بتتبع فريقي المفضل الأحضر البيضاوي..