بعد مخاض عسير تنفس المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم الصعداء بفضل هدفي عبد الرزاق حمد الله وزكرياء لبيض في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعته بنظيره الموزمبيقي 2-0 في ذهاب الدور الأول من تصفيات الألعاب الأولمبية لندن 2012، التي أقيمت بينهما مساء السبت 26 مارس بملعب مراكش الجديد. وتكمن أهمية الفوز، الذي حققه أشبال المدرب بيم فيربيك والذي كان مقنعا نتيجة وآداء، وجاء بعد معاناة كبيرة، في كونه سيعزز حظوظ النخبة الوطنية في التأهل إلى الدور الثاني ولعب مباراة الإياب في 9 أو 10 أبريل القادم بمابوتو، والتي ستجرى بدون اللاعبين المحترفين. وقد اتضح من منذ انطلاقة هذه المباراة، التي أدارها الحكم الجزائري جمال حمودي، أن النخبة الوطنية عازمة على الخروج من هذا اللقاء بثلاث نقط، وذلك من خلال انتشارها الجيد على المستطيل الأخضر وبسط سيطرتها على وسط الميدان والمبادرة إلى نقل الخطر إلى معترك منتخب الموزمبيق الذي لم يجد بدا سوى التراجع إلى الخلف للدفاع عن مرماه من هدف مبكر قد يبعثر أوراقه. وأمام جمهور قليل قدمت العناصر الوطنية عروضا ولوحات فنية ممتعة في فن كرة القدم حيث نوعت من أسلوب لعبها بين التمريرات الطويلة نحو مربع عمليات الخصم أو التمريرات القصيرة عبر تشكيل مثلثات في ما بين لاعبي الوسط (العميد إدريس فتوحي، وعماد نجاح، وسفيان البيضاوي وسفيان لغموشي)، وكذلك عبر تسربات الظهيرين زكرياء بركديش وعبد اللطيف نصير والتسديد من بعيد بواسطة زكرياء لبيض وعبد العزيز برادة. وكانت الدقائق الأولى عبارة عن جس النبض، حيث اقتصر اللعب على تبادل الكرات بأسلوب فرجوي في وسط الميدان مع تراجع كلي لعناصر منتخب الموزمبيق إلى الخلف بتكوين جدارين يصعب اختراقه خوفا من تلقي شباكهم هدفا يصعب من ماموريتهم. وكانت أخطر محاولات التسجيل في الدقائق 18 بعد تمريرة في العمق إلى عبد العزيز برادة الذي ذهبت قذفته محادية للشباك و20 عندما اخترق محمد ابرهون معترك الفريق الموزمبيقي لكن محاولته ضاعت ببشاعة بسبب التسرع، وبعدها بخمس دقائق كاد عبد العزيز برادة بقليل من الحظ افتتاح حصة التسجيل لكن محاولته باءت بالفشل. وبعد أن ذهبت كل المحاولات سدى بسبب التسرع أو عدم التركيز، جربت العناصر الوطنية القدف من بعيد في محالة للتسجيل كانت أخطرها القدفة القوية من إدريس فتوحي من على بعد 30 اعتلت بقليل العارضة. وللحد من خطورة الهجومات المغربية، اعتمدت عناصر المنتخب الموزمبيقي في بعض الأحياء على الخشونة مما أدى بالحكم إلى إشهار الورقة الصفراء في وجه المدافع كومبي، واحتساب عدد من الأخطاء المباشرة لم يستغلها اللاعبون المغاربة. ودخل الفريق المغربي الشوط الثاني بنفس إيقاع الشوط الأول حيث بادر إلى الهجوم بشكل مكثف في محاولة لإدراك هدف السبق لكنه اصطدم بفريق مشاكس واجه هذا الإندفاع بملء وسط الميدان و خط الدفاع. وكانت أبرز محاولة في هذا الشوط في الدقيقة 70 على إثر هجوم منسق من الجهة اليمنى بواسطة عبد اللطيف نصير الذي مرر كرة على طبق من ذهب لحمد الله البديل سددها بقوة تصدى لها الحارس ببراعة لتجد رجل زهير لمفضل لكن محالته ارتطمت بالعمود الأفقي مضيعا بذلك فرصة سانحة للتسجيل. واستمر الفريق المغربي في ضغطه في محاولة منه لإرباك الخصم ودفعه إلى ارتكاب أخطاء وخشونة متعمدة وهو ما تأتى للعناصر الوطنية بعد إسقاط أحد المهاجمين في الدقيقة 83 ولم يتردد الحكم الجزائري جمال حمودي بعدها في الإعلان عن ضربة خطأ مباشرة على مشارف مربع العمليات سددها عبد الرزاق حمد الله بذكاء في شباك الحارس غولومبو جوزيف. وألهب هذا الهدف حماس اللاعبين وزاد من عزمهم وثقتهم في أنفسهم وواصلوا الحملات الهجومية التي أثمرت هدفا مشابها للأول سجله المهاجم زكرياء لبيض في الدقيقة 88 من عمر المباراة. يذكر أن الفائز في هذا الدور سيتأهل إلى الدور الثاني المقرر خوضه في شهر يونيو القادم، حيث ستجري الفرق الثمانية المتأهلة بطولة مصغرة نهائية ما بين 2 و18 دجنبر المقبل. في ما يلي تصريحات مدربي المنتخبين الأولمبيين المغربي والموزمبيقي : المدير الرياضي للمنتخبات الوطنية للشباب لكرة القدم، الهولندي بيم فيربيك: "أولا كان هناك فرق كبير بين الشوط الأول والثاني. كنا متيقنين من أن الفريق الموزمبيقي سيلجأ إلى أسلوب الدفاع. كانت المباراة صعبة بالنسبة لنا لعدم تسجيل أهداف في بداية المباراة، ولكن تداركنا ذلك في الشوط الثاني الذي خضناه بطريقة أفضل. أنا مرتاح لأداء عناصر المنتخب التي كانت منظمة بشكل جيد داخل رقعة الملعب. وأضاف أن الإنسجام بين اللاعبين لم يكن أحيانا بالشكل المطلوب، ولكن الشوط الثاني كان أفضل. الفريق الخصم كان جد منظم في هذه المباراة. لقاء الإياب سيكون صعبا". - مدرب منتخب الموزبيق جواو أنتونيو شيسانو:"المنتخب المغربي قوي وجيد. نتمنى أن نلعب مباراة الإياب، التي ستكون مغايرة تماما، بطريقة أحسن. لم نظهر إمكانياتنا الحقيقية. سنعمل في لقاء الإياب على الفوز بحصة كبيرة.