قصة حب أشبه بالخيال تلك التي حولت حياة شابة مغربية ولاجئ سوري بمليلية إلى جحيم لا يطاق، هي تدعى وفاء وعاشقها يسمى محمد، يعيشان منذ شهر بخيمة نصبت بإحدى الغابات المتاخمة لملعب الغولف بالثغر المحتل، غير بعيد عن مركز إيواء المهاجرين الأجانب، المعروف اختصارا باسم "CET"، حيث يتعرضان للسب والضرب ومحاولات متكررة لإحراق "مسكنهما" من طرف أطفال الشوارع بالمنطقة. وفاء دفعها حب شريك حياتها إلى مغادرة منزلها خلسة ودون موافقة أهلها، منذ خمسة أشهر، بعدما رفض أبوها زواجها من الشاب السوري الفار من جحيم الحرب، لتنتهي بهما قصة "حب عذري" إلى المبيت في العراء وتحت درجات برد تقل عن الصفر، إذ إنهما أجبرا على العودة من بلجيكا نحو مدينة مليلية السليبة، حيث إن سلطات العاصمة بروكسيل رفضت الاستجابة لطلب استفادة خليلته من اللجوء. الشابان المشردان يعيشان بخيمة تتسرب إليها مياه الأمطار، كما أنهما يوقدان نار الخشب لمقاومة البرد القارس، "رمونا بالنار وقاموا بسحلي من قدمي، كانوا في حالة سكر طافح، فيما حاول خطيبي إبعادهم لكنهم ضربوه، ولا أحد ساعدنا، أنا لم أستطع فعل شيء فقط جلست في الأرض أبكي وأصرخ"، تحكي وفاء ما تعرضت له هي وحبيبها بلغة وليام شكسبير، لكونها كانت طالبة أدب إنجليزي. وأضافت المعتدى عليها: "حاولوا في البداية إخراجي من داخل الخيمة وحينما حاول محمد التصدي لهم أشبعوه ضربا، قبل أن تنتهي القصة بتدخل مجموعة من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، كانوا بمنطقة مجاورة، الذين قاموا بإبعادهم بالقوة، فيما تدخلت عناصر الحرس المدني الإسباني في وقت لاحق وقامت بإيقاف الجناة غير بعيد عن الخيمة، كانت لحظة عسيرة لم أعش مثلها في حياتي". قصة الحب بين وفاء واللاجئ السوري محمد بدأت بالعاصمة المغربية الرباط، حيث كان الأخير يقضي أياما رفقة أخته، "كان بمثابة جار، بدأنا نتبادل أطراف الحديث كأصدقاء، وبعدها أخبرني بأنه يحبني ويريد الزواج مني، لكني رفضت لكوني أكبره سنا، بالإضافة إلى أنه سوري وأنا مغربية، رغم أنني أيضا أبادله الحب نفسه"، تحكي الشابة المغربية بكثير من الخجل قصتها لصحيفة "إلدياريو" الإسبانية. وتابعت المتحدثة، ضمن تصريحاتها للمنبر الإسباني، أن "محمدا حضر إلى المنزل لطلب يدي للزواج، لكن أبي رفض بذريعة أنه لن يتركني أعيش مع شخص لم يجد بعد أرضا يستقر فيها، بعدما هرب من الحرب بسوريا، وقال لي إنك ستتزوجين الشخص الذي سأختاره لك أنا، منذ ذلك الحين أحسست بخيبة أمل كبيرة وقررت الفرار من المنزل والالتحاق بمحمد بمدينة مليلية قصد طلب اللجوء السياسي". محمد الذي كان يأمل في الهجرة إلى بروكسيل رفقة عشيقته وجد نفسه يعيش في خيمة، "نحن نعيش هنا لأنه ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه، هربت من منزل العائلة ولن أستطيع العودة إليه مجددا، لاسيما أن السلطات المغربية رفضت الموافقة على زواجنا، لأن الوثائق الرسمية لمحمد تثبت أنه لم يتجاوز بعد 16 ربيعا، والآن نطلب مساعدة الجميع، لأننا لا نريد قضاء ما تبقى من حياتنا هنا"، تقول وفاء بنبرة بكاء.