جنازة مهيبة أقيمت لإلياس مزياني، الشاب المغربي الذي فارق الحياة قبل أشهر بمقدونيّة، وهو يشيّع إلى مثواه الأخير بمدينة أزغنغان، القصيّة بزهاء 7 كيلومترات عن مدينة النّاظور. وحرص حشد غفير من ساكنة المنطقة، من مختلف الشرائح العمريّة، على حضور مراسيم التشييع، بعد أداء صلاة الجنازة على الفقيد، ظهر اليوم، انطلاقا من بيت أسرته ووصولا إلى مواراته الثرى بمدفن إسكاجن، المتاخم لحاضرة أزغنغان. ديناميّة السير والجولان توقّفت على المحاور الطرقيّة التي سلكها موكب تشييع إلياس مزياني بضواحي الناظور، مانحة الفرصة لجنازة الشاب الفقيد لاختراق طريقها، بسلاسة، من المسجد الكبير لأزغنغان حتّى قبر الراحل. وغاب الحضور الرسميّ عن مراسيم دفن الشاب المفارق للحياة بمقدونيا، في حين حرص نشطاء بتنظيمات المجتمع المدنيّ على التواجد وسط أقارب الراحل، بمعيّة أصدقائه ومعارفه وجيرانه، من أجل مواساتهم في محنتهم، فيما حرصت جارات أسرة مزياني على توديع جثمان إلياس بالزغاريد وهنّ يعلنّه شهيدا. جثمان إلياس مزياني، المفارق للحياة في ربيعه ال19، كان قد وصل إلى المغرب يوم أمس الجمعة، وذلك بعد وفاته بالتراب المقدونيّ، مطلع شهر دجنبر من العام الماضي، نتيجة تعرضه لصعقة كهربائية أردته جثة هامدة بشكل فوريّ الفور. وتواجد الفقيد وسط مجموعة من الشباب المغاربة، الحالمين بالوصول إلى دول أوروبا الغربيّة، بعد عبوره لكل من تركيا واليونان، حين صعق بتوتّر عال في مقدونيا، بينما حالت المساطر الإداريّة المعقّدة دون ترحيل الجثمان إلى المغرب، ومن بينها تعامل السلطات المقدونيّة مع جثة إلياس باعتباره "نازحا سوريّا". وكان أنيس بيرو، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، قد صرّح لهسبريس يوم 16 فبراير الجاري، بأن موافقة السلطات المقدونيّة على ترحيل جثمان الشاب إلياس المزياني قد سلكت مسطرة معقّدة، استلزم إنجازها أسابيع عديدة، بمواكبة من سفارة المملكة في اليونان، وأن "الوزارة تشتغل على جميع الحالات المشابهة التي يتم التواصل مع مصالحها بشأنها"، بتعبير بيرو.