كشف تقرير أمريكي حول الدول الأغلى معيشة أن المغرب يتصدر دول شمال إفريقيا من حيث ارتفاع كلفة العيش مقارنة مع ضعف مداخيل المواطنين، ما يعضض الاحتجاجات التي يعبر عنها المواطنون في مناسبات عديدة حول الارتفاع الصاروخي للأسعار. وأظهر تصنيف صادر عن موقع "GOBankingrate"، المتخصص في تقديم الاستشارات المالية للأفراد الراغبين في الحصول على قروض أو استثمار أموالهم، أن المملكة مقارنة مع دول لها المستوى الاقتصادي نفسه تبقى الأغلى معيشة، إذ تجاوزت كلا من تونسوالجزائر ومصر وحتى تركيا. وتفيد معطيات الموقع الأمريكي، التي نشرتها مجلة "TIME" الأمريكية الشهيرة، أنه من بين 112 بلدا شملتهم دراسة الموقع الأمريكي حول تناسب الدخل الفردي مع كلفة العيش، احتل المغرب المرتبة 46 في ترتيب الدول الأرخص كلفة للعيش عالميا، في حين احتلت الجارة الشرقية الجزائر المركز 25 على الصعيد العالمي؛ لتكون بذلك أرخص دولة في شمال إفريقيا من حيث كلفة العيش؛ كما حلت تونس في المركز 34 على الصعيد العالمي، ثم مصر في التصنيف 43 عالميا. واستند الموقع الأمريكي إلى مقارنة بين مستوى العيش في دول العالم وكلفة العيش في مدينة نيويوركالأمريكية، التي تعد أغلى مدينة في العالم كلفة، ما مكن المغرب من الدخول ضمن قائمة 50 بلدا أقل كلفة في العالم. بيد أن التصنيف أظهر أيضا عدم التوازن بين ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات وحتى العقار، وخصوصا أسعار الكراء، وبين الدخل الذي يحصل عليه المواطن المغربي، الأمر الذي جعل العديد من الدول المتساوية مع المغرب في المستوى الاقتصادي تتجاوزه في هذا المؤشر، نظرا لعدم اتساع الهوة بين تكاليف العيش ومداخيل المواطنين. في القابل جاءت جنوب إفريقيا كأرخص بلد في العالم، بالنظر إلى التقارب بين مداخيل مواطنيها وتكلفة العيش فيها؛ في حين احتلت كل من سويسرا وهونغ كونغ والبهاماس صدارة الدول الأغلى في العالم. وسبق لعدد من المؤسسات الاقتصادية أن صنفت مدينة الدارالبيضاء في خانة المدن الأكثر كلفة للمعيشة.