بسبحة يضعها في معصم يده اليمنى، ظهر عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وهو يتحدث أمام كاميرا التلفزة البلجيكية، لتكون بذلك أول قناة أجنبية تدخل إلى ردهات هذه المؤسسة الواقعة بمدينة سلا، لتحاور رجلا وصفته صحافية القناة بأنه "صريح ومباشر". "ولجت كاميرا التلفزيون البلجيكي مقرّ المكتب المركزي للأبحاث القضائية، ولبلوغ ذلك كان يجب أن تجتاز حواجز وسياجات كثيرة، فالمكان محاط بحراسة أمنية مشددة"، تقول الصحافية البلجيكية. "زهاء 400 رجل أمن يشتغلون في المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا"، يضيف برنامج القناة البلجيكية الذي بث يوم أمس؛ فيما بدا عدد منهم وهم يتدربون بواسطة آلات رياضية خاصة بالجري وتقوية العضلات، دون أن تظهر وجوههم أمام الكاميرا، لأسباب أمنية بالأساس. "المغرب ينهج سياسة أمنية استباقية تسير بشكل جيد، إذ تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من تفكيك حوالي 23 أو 24 خلية إرهابية، آخرها خلية في القنيطرة تم تفكيكها واعتقال أفرادها، الذين كانوا يمتلكون أسلحة وذخائر قادمة من بلجيكا"، يورد الخيام بلغة واثقة. ولفت المسؤول الاستخباراتي ذاته، في حديثه مع القناة البلجيكية، إلى أن هناك تعاونا أمنيا ومخابراتيا وثيقا مع الأجهزة الاستخباراتية البلجيكية والفرنسية والإسبانية، قبل أن يجدد تأكيده أن المغرب هو الذي أمد الأمن الفرنسي بمعلومات كانت حاسمة في رصد "عبد الحميد أباعود"، المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس. وإذا كان زهاء 90 في المائة من المقاتلين البلجيكيين في سوريا هم من أصل مغربي، وأغلب الإرهابيين المتورطين في اعتداءات باريس لديهم جنسيات مزدوجة، فإن الخيام يعتبر أنه "من غير العدل اتهام المغرب ومواطنيه"، مؤكدا أن "الإرهاب ليس له دين ولا جنسية". وشدد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في حديثه مع القناة البلجيكية، على أنه في بلجيكا مثلا "تتعين مراقبة أماكن وفضاءات الاعتقال، كما يجب تنظيم الحقل الديني لدى الجالية المسلمة هناك"، قبل أن يوجه تنبيها للسلطات البلجيكية ب"عدم ترك المساجد تتناسل في مرائب السيارات". وردا على سؤال مباشر للصحافية البلجيكية، التي كانت تجلس أمام مكتب الخيام، بشأن إمكانية تواجد صلاح عبد السلام، ومحمد أبريني، المتهمين بتنفيذ الاعتداءات التي ضربت باريس في 13 نونبر الماضي، داخل الأراضي المغربية، أكد المسؤول المغربي أنهما لا يوجدان بالمملكة، قائلا: "لو كانا في البلاد لعلمنا بذلك وتم اعتقالهما". وفي نبرة مباشرة وشفافة، تقول الصحافية البلجيكية، أورد الخيام أنه قلق من الوضع الأمني في ليبيا، لكنه وعد بالاستمرار في مكافحة آفة الإرهاب "التي تركت أضرارا كبيرة باسم إيديولوجية متطرفة لا علاقة لها بالدين الإسلامي"، يؤكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية.