بعد معاناة طويلة من مرض عضال وقلة الحيلة، وكدح طوال النهار من أجل الحصول على لقمة العيش، وجد المصطفى القاسمي (50 سنة) نفسه في الشارع هو وعائلته الصغيرة، بعد أن طلبت منه الدولة مغادرة بيته الصفيحي الكائن ب"دوار الكورة" بالرباط، على اعتبار أنه سيتم تعويضه بشقة، ليفاجأ بأنه مطالب بأداء تسعة ملايين سنتيم، وهو المبلغ الذي لم يحلم يوما بامتلاكه. يروي المصطفى تفاصيل قصته لهسبريس، مؤكدا أنه عمل طوال 36 سنة كماسح للأحذية، ولم يعرف حرفة غيرها، فهي مصدر رزقه الوحيد، ومنها أعال أبناءه الثلاثة الذين أنهوا دراستهم، لكنهم يعتمدون عليه لوحده بعد أن أنهكتهم البطالة، ومنها يتكفل أيضا بابنة رابعة توفي أبواها ولم تجد غيره معيلا لها. وأشار المتحدث إلى أنه، وطوال سنواته الماضية، كان "يختبئ" بمنزله الصفيحي ب"دوار الكورة"، وفيه ربى أبناءه وأمضى جل تفاصيل حياته، مؤكدا أنه استبشر خيرا حينما تم إخباره بأنه سيتم تعويضه بشقة مناسبة للسكن، وقبل تسلمها عليه أن يكتري في مكان ما، وهو ما تم بالفعل، بعد أن تسلم مبلغا من الدولة يمكنه من أن يكتري، إلا أن المبلغ انتهى، ليجد نفسه في الشارع لولا تدخل قريب له أسكنه معه، قائلا: "لم أعد أريد شيئا سوى قبر للحياة يسترني أنا وأولادي". كما أوضح المصطفى، ذو البنية النحيفة، ووجه تتخلله التجاعيد، أنه يعاني من مرض البروستات، وهو الأمر الذي تؤكده مجموعة من الوثائق الطبية التي اطلعت هسبريس على نسخة منها، إضافة إلى أخرى تثبت إصابة زوجته بالربو، مشيرا إلى أنه يحتاج شهريا إلى مبلغ 2500 درهم للتداوي. ويضيف المصطفى، وعلامات التعب بادية على وجهه: "كل ما أتمناه الآن هو أن أجد من يساعدني على أداء مبلغ الشقة للدولة. هذا مطلبي الوحيد وإلا سأسكن في الشارع أنا وعائلتي"، مردفا: "تقهرت وعياني الزمان وما بقيتش قاد نخدم"، ومؤكدا أنه رغم كل ذلك سيستمر في الكفاح "إلى أن يقضي الله أمرا كان مقضيا"، حسب تعبيره. وحاولت هسبريس التواصل مع كل من ولاية الرباط وعمدة المدينة من أجل الحصول على تعليق بشأن التعويض عن السكن، والإجراءات التي ينبغي أن يتبعها "قليلو الحيلة"، إلا أن هواتف المسؤولين ظلت ترن دون أي مجيب .. بينما يبقى التواصل متاحا مع المصطفى عبر الرقم الهاتفي 0665006425.