يستمر "أساتذة الغد" في تنزيل برنامجهم الاحتجاجي على مستوى 41 مركزا لمهن التربية والتكوين بالمغرب، عبر تنظيم اعتصامات تستمر طيلة 12 ساعة، ابتداء من العاشرة صباحا، وإلى غاية العاشرة ليلا، لم تسلم من تطويق أمني كثيف وتهديدات شديدة اللهجة بالتدخل والعنف. اعتصام الطلبة الأساتذة أمام المركز الجهوي بطنجة، والذي عمد خلاله المعتصمون إلى نصب الخيام أمام باب المؤسسة، استنفر رجال الأمن الذين حضروا بكثافة حول المركز وأمامه، مهددين بالتدخل لفض الاعتصام، ما حدا بعضو في التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالقول إن "الحكومة والدولة لم تتراجع عن "سياسة العصا والضرب والقمع"، بعد أن فوجئنا بتدخل أولي لفض الاعتصام، مصحوب بالسب والشتم والركل والرفس بالأرجل". "ننتظر الأسوأ من الحكومة ورئيسها الذي لازال متعنتا في ما يخض قضيتنا، رغم تعاطف وتضامن جميع الأمناء العامين للأحزاب المغربية"، يقول المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، مستطردا: "لا نعلم إن كان السياسيون "كراكيز" في الساحة السياسية، أم يمارسون "البوليميك" تجاهنا لا غير"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث ذاته: "نحن مستعدون للتحول إلى جثث هامدة في الشوارع، إلى حين الاستجابة لمطالبنا التي عرفت تعاطفا وطنيا ودوليا، مقابل آذان صماء وتعنت من المسؤولين". في غضون ذلك، تم تسجيل منع عناصر الأمن للمعتصمين بساحة ماريشال بالدار البيضاء من إقامة صلاة الظهر جماعة، ما أثار حفيظة الطلبة الأساتذة الذين أجابوا بأن "المغرب دولة إسلامية لا تمنع الصلاة في الشارع"، وفق تعبير مصطفى إد بلقاسم، عضو التنسيقية الوطنية بالبيضاء. وأفاد المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن "رجال الأمن تدخلوا لفض الاعتصام بالقوة، كما وجهوا سِبابا وشتما للمعتصمين، ومنعوا تعليق لافتة تشير إلى أسباب الاعتصام ومنفذيه"، لافتا إلى أن المعتصمين "ينددون بتصرفات عناصر الأمن"، ومؤكدا أن معركتهم ليست مع وزارة الداخلية، لكنها ضد مرسومي وزارة التربية الوطنية والحكومة المغربية. الطلبة الأساتذة بمدينة مراكش لازالوا يخوضون اعتصامهم بدورهم بساحة بلازا بكَليز، دون تسجيل أي مضايقات من طرف عناصر الأمن المرابطة حول الساحة في حقهم، عكس ما لاقاه معتصمو مدينة كلميم، الذين تعرضوا "للسب والشتم بكلمات نابية، مع ملاحقات وسط المدينة، وتوجيه صفعات لبعض المحتجين"، حسب الطالب الأستاذ عبد الله أقديم، قائلا إنهم منعوا من الاعتصام أمام مقر مبنى جهة كلميم وان نون، ليتحولوا إلى أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية الوطنية.