تعهد ممثلان عن الثوار الليبيين بإقامة دولة مستقبلية "علمانية وديمقراطية" وأبديا ثقتهما في انهيار نظام معمر القذافي سريعا إذا واصل التحالف غاراته وإذا تم تزويد الثوار بأسلحة. وصرح علي زيدان عضو الرابطة الليبية لحقوق الإنسان والمتحدث في أوروبا باسم المجلس الوطني الانتقالي "نريد أن يواصل التحالف تدمير القدرة العسكرية للقذافي. لدينا الرجال وما نريده هو السلاح". ورد زيدان إلى جانب منصور سيف النصر المعارض المقيم في المنفى في الولاياتالمتحدة، طيلة ساعتين مساء الثلاثاء على أسئلة مائة صحفي وكاتب ومثقف ووزراء سابقين دعاهم المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي للإطلاع على "مستقبل" ليبيا. وكان هنري ليفي توجه في مطلع مارس إلى معقل الثوار في بنغازي وقدم مسئولين في المجلس الوطني إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مما ساهم في تسريع الاعتراف بالمجلس محاور سياسي للاتحاد الأوروبي. وقال زيدان "في ليبيا نقول وان تو ثري مرسي ساركوزي (واحد اثنان ثلاثة شكرا ساركوزي)". وعرف زيدان وهو رجل أعمال في الستينات من العمر عن نفسه هو وسيف النصر بأنهما مبعوثان من قبل المجلس الوطني الانتقالي ولو أنهما ليسا عضوين فيه. وأوضح زيدان عند استقباله في وزارة الخارجية الاثنين أن "المجلس الوطني يتألف من 31 عضوا لكن تم الكشف عن هوية ثمانية منهم فقط لأن بعضهم لا يزال يقيم في مناطق يحتلها القذافي"، على حد تعبيره. وأضاف إن "هناك محامين وأساتذة وجامعيين"، وتابع إن "كل المناطق الليبية ممثلة في المجلس. هناك أعضاء من كل القبائل بما فيها القذاذفة التي يتحدر منها القذافي". وأكد زيدان أن "ما يحصل ليس حربا أهلية. انه الشعب الذي سئم 42 عاما من الدكتاتورية. ليس هناك أي مخاطر بتقسيم البلاد". ولم يبد الرجلان المتفائلان أي شكوك حول انتهاء النزاع سريعا رغم غياب التنظيم في صفوف الثوار والضربات الجوية المحدودة. واعتبرا أن النزاع يمكن أن ينتهي "في غضون عشرة أيام إذا تواصلت الغارات بالقوة نفسها لتدمير المدرعات والأسلحة الثقيلة". وقال زيدان "لدينا ما يكفي من العناصر للتقدم نحو طرابلس ونحن واثقون من النصر"، مشيرا إلى أن الثوار يقاومون منذ أسابيع على الرغم من نقص الأسلحة في العديد من المدن في غرب البلاد، وأضاف زيدان "لكن إذا أرادت دول عربية مساعدتنا فلن يحول احد دون ذلك". من جهته، قال سيف النصر ردا على سؤال حول ما ستكون عليه ليبيا بعد القذافي، إن "المجلس الوطني مجلس انتقالي وبعده ستشكل هيئة مكلفة إعداد دستور". وأضاف "لبناء الدولة لدينا مسئولين في داخل ليبيا وفي خارجها"، في إشارة إلى ثلاثين ألف ليبي يحملون شهادات دكتوراه ويقيمون في أوروبا والولاياتالمتحدة أو في دول الخليج. وردًا على المخاوف الغربية من تزايد النزعة الإسلامية، قال إن "ليبيا المستقبلية ستكون دولة ديمقراطية وعلمانية. الشعب الليبي معتدل والدولة لن يؤسسها متدينون". وأضاف إن "القذافي قال إننا من القاعدة والآن يهدد باللجوء إلى القاعدة ضد دول الغرب". وفيما يتعلق بالنفط، تعهد زيدان ب"احترام العقود الموقعة"، مؤكدا أن السلطة المقبلة "ستأخذ في الاعتبار الدول التي قدمت لنا يد العون".