شهدت أسعار البيض في الأسواق المغربية في الفترة الأخيرة ارتفاعا ملموسا، في خضم الحديث عن إصابة بعض ضيعات الدواجن بفيروس أنفلونزا الطيور منخفض الضراوة، H9N2، وترخيص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية للمربين باستخدام لقاح يقي من هذا الداء. ووفق مواطنين مغاربة، فإن سعر البيضة الواحدة بلغ اليوم على سبيل المثال 1.20 درهما، وهو ما لم يعتده المستهلك من قبل طيلة أيام السنة، باستثناء فترة شهر رمضان التي تعرف عادة ارتفاع ثمن البيض، ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن سر هذا الارتفاع. ولمعرفة دوافع "اشتعال" أسعار البيض في هذه الفترة من السنة في الأسواق المغربية، اتصلت هسبريس برئيس الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك، عبد اللطيف الزعيم، الذي أكد أن "فيروس أنفلونزا الطيور منخفض الضراوة، H9N2، جاب عددا من بلدان العالم، مثل ألمانيا وأمريكا وتونس ومصر والجزائر وإسبانيا، لكنه لم يسبق له أن ولج المملكة". وزاد الزعيم أن "هذا الصنف من فيروس أنفلونزا الطيور ضعيف الضراوة دخل حديثا إلى البلاد، ولم يصب سوى 2 في المائة من ضيعات الدواجن بالمغرب"، مبرزا أن "اللقاح الذي رخص مكتب السلامة الصحية استخدامه من طرف مربي الدواجن سيساهم في التصدي لهذا الفيروس". ولفت رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك إلى أن "هذا الفيروس قليل الضراوة، بخلاف ما تم تسجيله في فرنسا مثلا من حالات عديدة للأنفلونزا شديدة الضراوة، لا يصيب المستهلك البتة"، مضيفا أن "عدوى الفيروس لا تنتقل بشكل عمودي، أي من الدجاجة إلى البيضة". وتابع الزعيم بأن "فيروس أنفلونزا الطيور ضعيف الضراوة H9N2 لا يقتل الدجاج البياض، ولكنه يتسبب في نقص إنتاجية البيض لديه". وأضاف المتحدث ذاته أن "المستوى المنخفض من إنتاج البيض في ضيعات الدواجن أدى إلى مضاعفة سعر الكُلفة للبيضة الواحدة مرتين أو ثلاث مرات"، قبل أن يشدد على أنه "بدون هذا الارتفاع المسجل في سعر البيض قد ينهار قطاع الدواجن في المغرب"، وفق تعبيره. وأكد الزعيم أنه "ليست هناك أي مضاربة في هذا المجال، ولا وجود لأرباح يتحصل عليها المهنيون في هذا القطاع الفلاحي الهام، باعتبار أن الأسعار المرتفعة تجعل من قطاع الدواجن صامدا نسبيا أمام الكثير من المصاريف التي تثقل كاهل مربي الدجاج البياض، من قبيل أجور العمال وقروض الأبناك، وتمويل الأفواج المقبلة من الدجاج". وأبدى رئيس الجمعية تفاؤله بخصوص الفترة المقبلة، قائلا إن "ارتفاع أسعار البيض لا ينبغي أن يفزع الزبون أو المستهلك، بالنظر إلى أنها مرحلة مؤقتة، إذ ستعود الأسعار إلى طبيعتها عندما ترجع وتيرة الإنتاج إلى عهدها، وهو ما حدث في كل البلدان التي عانت من فيروس أنفلونزا الطيور ضعيف الضراوة، الذي يؤثر على الإنتاجية فقط".