دفع ارتفاع أسعار علف الماشية، بنسبة تراوحت ما بين 70 و80 في المائة في الأسابيع الأربعة الأخيرة، مربي المواشي إلى الشروع في بيعها بأسعار بخسة للوسطاء بغية تقليص الخسائر المالية التي تكبدوها بفعل ارتفاع تكاليف تربيتها، نتيجة الجفاف الذي يضرب جزءا كبيرا من المناطق الفلاحية في المغرب، وهو ما نتج عنه انخفاض في أسعار اللحوم الحمراء بالتقسيط بنسبة 20 في المائة، إذ انتقل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم البقر من 75 درهما إلى 60 درهما في مدينة الدارالبيضاء. وقال (محمد.ع)، وهو فلاح صغير من منطقة دكالة، إن سعر علف "النخالة" الموجه للأبقار والأغنام انتقل من 75 درهما للكيس الواحد، الذي يحتوي على 40 كيلوغراما من هذه المادة، إلى أزيد من 135 درهما، دفعة واحدة. وأورد المتحدث، في اتصال مع هسبريس، أن الجفاف والنقص المسجل في المياه الجوفية بالمنطقة، وضعف القدرة الشرائية للفلاحين، التي تحول دون صمودهم أمام ارتفاع المصاريف الخاصة بتربية المواشي، عوامل دفعت عددا كبيرا من الفلاحين إلى عرض ماشيتهم في الأسواق من أجل بيعها ووقف نزيف الخسائر المادية التي تكبدوها في الأسابيع الماضية. وأضاف: "سعر العجل الذي كان ففي حدود 10 آلاف درهم في بداية فصل الخريف انخفض في الوقت الحالي إلى 8000 درهم، أي إنه انخفض بنسبة 20 في المائة دفعة واحدة، وهو ما يعكس حجم المعاناة التي يعانيها الفلاحون الصغار في البوادي المغربية، في ظل الظرفية المناخية غير المواتية التي يمر منها المغرب". عبد العالي رامو، رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم في الدارالبيضاء، قال إن أسعار اللحوم الحمراء تراجعت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، وأكد لهسبريس أن "سعر اللحوم الحمراء بلغ 48 درهما بالنسبة للبيع بالجملة، وما بين 55 و60 درهما بالنسبة للبيع بالتقسيط، وهو أمر طبيعي نتيجة الوفرة غير العادية للعرض في أسواق المواشي في العديد من المناطق المغربية". عبد الرحمان النايلي، مدير المديرية الجهوية لوزارة الفلاحة بمنطقة الدارالبيضاءسطات، قال إن ارتفاع أسعار الأعلاف في الوقت الحالي راجع إلى المضاربين الذين يخنقون السوق؛ وأضاف أن أسعار الشعير انخفضت في بحر الأسبوعين الأخيرين بنحو 40 سنتيما، منتقلة من 3 دراهم إلى 2.6 دراهم للكيلوغرام، مباشرة بعد الإعلان عن قرب توزيع كميات كبيرة من هذه المادة، تكفي جميع الفلاحين ومربي الماشية في المغرب. واستطرد النايلي بأن "وزارة الفلاحة التي يشرف عليها عزيز أخنوش، تستعد لطرح 650 ألف قنطار من علف الشعير على مدى الشهور الثمانية القادمة على مستوى الجهة، من أصل ثمانية ملايين قنطار على المستوى الوطني، بأسعار تفضيلية لفائدة مربي الماشية وصغار الفلاحين". وقال النايلي، في تصريح لهسبريس: "سيتم في المرحلة الأولى طرح 250 ألف قنطار من الشعير بجهة الدارالبيضاءسطات، من أصل مليون قنطار على الصعيد الوطني، بعد 10 أو 15 يوما على أبعد تقدير، بسعر لا يتجاوز درهمين للكيلوغرام الواحد. ويمكن للفلاحين التوجه إلى نقاط الربط الإقليمية من أجل التزود مباشرة بهذا العلف، دون الحاجة إلى المرور من سلسلة الوسطاء والمضاربين". مدير المديرية الجهوية لوزارة الفلاحة بمنطقة الدارالبيضاءسطات قال لهسبريس إن الدولة ستقدم دعما ماديا بقيمة 200 درهم لكل بقرة مرقمة كل ثلاثة أشهر؛ وأورد أن الأعلاف المركبة بدورها ستشملها إستراتيجية وزارة الفلاحة، إذ "سيتم توزيع 900 ألف قنطار من هذه الأعلاف، بحيث ستدعم الدولة الأسعار بدرهم واحد للكيلوغرام، فيما سيدفع الفلاح درهمين فقط".