أعلن رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، تأجيله للزيارة الرسمية الأولى من نوعها له إلى المغرب، والتي كانت مقررة أن تبدأ اليوم الثلاثاء، فيما أكدت أوساط مقربة من الصيد أنه يجري حاليا التنسيق مع الطرف المغربي على تحديد موعد جديد لزيارته إلى المملكة. وأفادت مصادر إعلامية تونسية، أن الدوافع التي جعلت الصيد يقرر تأجيل زيارته إلى المملكة، والتي كان من المرتقب أن تتطرق إلى ملفات أمنية واقتصادية، تتمثل في الوضع الأمني في البلاد، خصوصا بعد أحداث الجنوب، وإلى الوضع الصحي الراهن لرئيس الحكومة. وحث الأطباء المشرفون على صحة رئيس الحكومة التونسية، وفق ذات المصادر، الصيد على الخلود إلى راحة أطول، تمتد إلى أسبوعين متواليين، بعد الوعكة الصحية التي ألمت به في بداية شهر فبراير، بيْدَ أن الصيد رفض هذا المقترح الطبي، بالنظر إلى الوضع الأمني في تونس الخضراء. وتطلع مراقبون ومحللون إلى أهداف زيارة الصيد المرتقبة إلى المغرب، خاصة في خضم السياقات الأمنية الداخلية للبلاد، والظروف المضطربة في بلدان الجوار، خاصة في ليبيا، حيث كان من المزمع ان يتطرق الصيد في لقائه مع مسؤولين مغاربة إلى الملف الليلي، حيث يجري حاليا الحوار بالصخيرات بشأن تكل الحكومة المؤقتة. وبحسب مراقبين، فإن زيارة الصيد إلى المغرب، خاصة في حالة تعافيه من وعكته الصحية، تؤشر على عودة هذا البلد المغاربي على دوره الطبيعي في المنطقة، سيما أنه كان منشغلا بشكل كبير في ترتيب أوراقه، وتنظيف بيته الداخلي، عقب حدوث عدد من المشاكل الأمنية. وعقد رئيس الحكومة التونسية، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً خاصاً للجنة التنسيق الأمني والمتابعة، لتدارس الوضع الأمني والمستجدات في ليبيا والتطورات المحتملة وتداعياتها، في ضوء تمدّد تنظيم "الدولة الإسلامية" في هذا البلد، ومحاولات عناصر إرهابية التسلل إلى تونس. وأفاد بيان للحكومة التونسية أن خلية التنسيق الأمني استعرضت الجهود المبذولة للحد من الإرهاب، مسجلة النجاحات النوعية في مجال العمليات الاستباقية وملاحقة "الإرهابيين في أوكارهم والقضاء على عدد منهم، إلى جانب اكتشاف عدد من الخلايا الإرهابية النائمة، وإحباط مخططات إرهابية خطيرة". وأقرت الخلية، بحسب البيان الحكومي، تدعيم التواجد العسكري والأمني على الحدود، مؤكدة أن "التهديدات الإرهابية القائمة والمخاطر المحدقة بالأمن القومي، خاصة في ظلّ الأوضاع الإقليمية المضطربة، تتطلب تعميق الوعي بدقة المرحلة، وملازمة اليقظة، وتفادي كلّ ما من شأنه أن يعيق جهود الوحدات العسكرية والوحدات الأمنية".