1- أهداف التواصل العاطفي مع الأطفال من خلال المقاربة السيكولوجية 2- أهداف التواصل العاطفي مع الأطفال من خلال المقاربة السوسيولوجية 3- أهداف التواصل العاطفي مع الأطفال من خلال المقاربة البيداغوجية يمكن تحديد أهداف التواصل من خلال ثلاث مقاربات: المقاربة السيكولوجية والمقاربة السوسيولوجية، والمقاربة البيداغوجية، وذلك للارتباط البين بين هذه المقاربات على أساس عملية التواصل، حيث نلاحظ أن الأساس السيكولوجي الذي توفره هذه العملية يشكل ويخلق أساسا سوسيولوجيا، لأن التفاعل السوسيولوجي يتطلب بالضرورة معطيات سيكولوجية، وبدوره فإن الأساس السوسيولوجي يخلق أساسا يبيداغوجيا من خلال خلق الوضعيات الاجتماعية لتطوير وتحقيق الأهداف البيداغوجية. 1- أهداف التواصل العاطفي مع الأطفال من خلال المقاربة السيكولوجية: يعتبر علم النفس الاجتماعي ذلك الموضوع "الذي يدرس الفرد وقت تفاعلهم وعلاقتهم مع بيئتهم الاجتماعية أي أنه يدرس حالة الأفراد النفسية، وأثر العلاقات والتفاعل الاجتماعي فيها" ، وقد اهتم بدراسة الظاهرة التواصلية في علاقتها مع الحالة النفسية لأطراف العملية، إذ تعتبر أبحاث كل من باتيزون وجاكسون من أهم الدراسات للمقاربة السيكولوجية للتواصل، إلى جانب باحثين آخرين كلبوتشون الذي يعتبر التواصل "سلوك يهدف إلى التأثير في الغير ، في إطار قواعد اجتماعية من وضعية الشريك وخصوصياته، فهو يكتسي تعاقدا ضمنيا وتشاركا بين الفاعلين الأساسيين" ، وبالنسبة للطفل فإن هذا النشاط التواصلي يتم قبل تمكنه من اللغة، لأنه شريك فعال في الحوار. فقد اهتم علماء النفس بالكثير من الجوانب الضرورية في عملية التواصل منها : عملية التأثير الذي يمارسه المخاطب في المرسل اليه ، حينما يحاول توجيهه او اقناعه او التأثير عليه ، وكذا التعرف على حالته النفسية والتحكم فيها ، ثم المشاركة بين المربين والاطفال من الناحية العاطفية والوجدانية ، الى جانب الاشتراك بين المرسل والمرسل اليه في عملية تواصل وجدانية ، وقد احدثت سيكولوجية التواصل تغييرا عميقا في العملية التعليمية التعلمية ، وشكلت اساسا لها ، ومن هنا كان من الضروري ان يلح علماء النفس في التواصل على ضرورة مقاربة الوعي والشعور. ويمكن تلخيص أهداف المقاربة السيكولوجية في : - تكوين شخصية قوية ومتزنة لها قدر كبير من الثقة بالنفس، - تكوين شخصية اجتماعية لها قدر كبير من المعطيات للانفتاح والاندماج الاجتماعي، - تكوين شخصية لها من الكفاءة والقدرات الشيء الكثير في إطار إنجاز الأنشطة التربوية، - تكوين شخصية متحررة من قيود الذات والأبوية التي تتسم بها غالب مرحلة الطفولة . 2- أهداف التواصل العاطفي مع الأطفال من خلال المقاربة السوسيولوجية: إن السوسيولوجيا (علم الاجتماع) هو "علم معني بدراسة الحياة الاجتماعية والجماعات والمجتمعات الإنسانية" ، وقد تشكلت ضمن حقل علم الاجتماع سوسيولوجيا التواصل لدراسة التبادلات الانسانية في الحياة الاجتماعية المعاصرة، ويعتبر هارولد إينيس ومارشال ماكلوهن من المنظرين الأوائل لأنشطة التواصل في المجتمعات الحديثة يمكن تلخيص أهداف المقاربة السوسيولوجية فيما يلي : - تحرير الطفل من التمركز حول الذات على أساس من السلوك الاجتماعي، - ربط الطفل بنظام اجتماعي أوسع من بوثقة الذات أو الأسرة، - الانفتاح والاندماج الاجتماعي من خلال التفاعل التواصلي، - تمكينه من تعرف محيطه بتحفيزه على الملاحظة والتجريب والبحث والاكتشاف والتعبير، ومن توسيع محيطه الاجتماعي بالاتصال ومشاركة الغير، ومن تجاوز معارفه الأولية، وتمكينه من إرساء النشاط الرمزي لتمثيل الوقائع المحسوسة لتهيئته لمرحلة التمدرس، - مساعدته على ملاحظة الظواهر الاجتماعية والعلاقات السائدة بين أفراد مجتمعه، وتمكينه من تشرب أساليب وقيم واتجاهات يرضى عنها مجتمعه وتحددها ثقافة مجتمعه. وقد لخص محمد الدريج هذه الاهداف في كتابه تحليل العملية التعليمية :" إن الغايات هي غايات لأهداف تعبر عن فلسفة المجتمع، وتعكس تصوراته للوجود والحياة، أو تعكس النسق القيمي السائد لدى جماعة معينة وثقافية معينة، مثل قولنا:" على التربية أن تنمي لدى الأفراد الروح الديمقراطية" أو "على المدرسة أن تكون مواطنين مسؤولين" أو " على المدرسة أن تمحو الفوارق الاجتماعية... "... إلخ، فهذه أهداف عامة تتموضع على المستوى السياسي والفلسفي العام، وتسعى إلى تطبيع الناشئة بما تراه مناسبا للحفاظ على قيم المجتمع ومقوماته الثقافية والحضارية" . 3- أهداف التواصل العاطفي مع الأطفال من خلال المقاربة البيداغوجية: وبالنسبة للمقاربة البيداغوجية فيمكن تلخيص أهدافها فيما يلي : - تحسين وتطوير محصول الأطفال من المفردات والتراكيب اللغوية، والقدرة على التحدث وتسلسل الأفكار سواء فيما يتعلق بما يجول في خاطرهم، أو أثناء سرد قصة أو حادثة، - تنمية مهارات الاستماع والإنصات، والتركيز والتحدث... - تطوير خبرات ومهارات المتعلمين الصغار عن طريق توظيف المعارف اللغوية واستثمارها، - تنمية التفاعل اللغوي والتواصل، والتعبير عن الحاجات وعن الذات، وما يجول في الخواطر، - الانتقال بالمتعلمين من اللغة المتمركزة على الذات إلى اللغة الاجتماعية، - جعل المتعلمين يتشربون ثقافة مجتمعهم. *رئيس المنتدى الأوربي للوسطية /عضو مؤسس لتنسيقية مدارس اللغة العربية ببلجيكا هوامش: 1 - موسوعة علم الاجتماع، إحسان محمد الحسن، الدار العربية للموسوعات، الطبعة الاولى، بيروت 1999،ص 455 2 - المقاربة السيكو اجتماعية للتواصل، ضمن التواصل نظريات ومقاربات ، ج. بورتوا- ه.ديسمي، ترجمة عز الدين الخطابي وزهور حوتي وتصدير عبد الكريم غريب منشورات عالم التربية الطبعة الأولى ، الدارالبيضاء 2007. ص 235 3 - مجلة مربي التعليم الأولي ،عدد 2 ،المرجع السابق، ص 5 . 4- علم الاجتماع، أنتوني غيدينز، ترجمة فايز الصياغ، المنظمة العربية للترجمة، توزيع مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الرابعة، ص 47 5 - نفسه، ص 510 6 - مجلة مربي التعليم الأولي ، المرجع السابق، ص5 7 - تحليل العملية التعليمية، محمد الدريج، مطبعة النجاح الجديدة، الدارالبيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 1983م، ص:36. 8 - مجلة مربي التعليم الأولي، المرجع السابق ، ص 5