عادَ الممرّضون خريجو المعاهد العليا لتأهيل الأطر في الميدان الصحي إلى الاحتجاج على وزارة الصحة، للمطالبة بتوفير مناصبَ مالية لتوظيفهم، بعدما قضّوا ثلاث سنوات من العطالة بعد التخرّج، حسب تصريحات بعض منهم. ويصلُ عدد الممرضين العاطلين عن العمل، من خرّيجي المعاهد العليا لتأهيل الأطر في الميدان الصحيّ، وفقَ الأرقام التي أدلى بها المحتجون، إلى 5000، في عدد من التخصصات، مثل التوليد، والترويض الطبي، وتقني المختبر، التخدير والإنعاش. عبد الله ميروش، عضو لجنة التنسيق الوطني للطلبة والخريجين والممرضين، قالَ في تصريح لهسبريس إنَّ من خرّيجي المعاهد العليا لتأهيل الأطر في الميدان الصحي مَنْ هو عاطل عن العمل منذ سنة 2012، بسبب محدودية المناصب المالية المفتوحة لهم. وأوضح المتحدّث أنَّ المناصبَ المالية التي تعلنها وزارة الصحية تظلُّ قليلة جدّا، مقارنة مع عدد الخريجين، وهُو ما يؤدّي إلى عطالتهم. ورفع الممرضون المعطلون الذين خاضوا وقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة، ومسيرةً في اتجاه البرلمان، مطالب بإحداث مناصبَ مالية كافية لتشغليهم؛ واتّهموا وزارة الصحة ب"نهج سياسة التهميش والإقصاء" ضدّهم، "في الوقت الذي يشتكي فيه السيد الوزير من الخصاص الحادّ في الأطر الطبية"، متسائلين عن السبب الذي يحُولُ دونَ توظيفهم، رغم أنَّ الخصاص في الأطر التمريضية يصل إلى 9 آلاف منصب. وقالَ الممرضون المحتجّون إنَّ المسيرة التي خاضوها اليوم الخميس بالعاصمة الرباط "ليست سوى خطوةٍ أولى لتمهيد الطريق نحو معركة جديدة، وانتفاضة غضب ضد الوزارة المشؤومة"، حسب تعبيرهم، وتوعّدوا وزير الصحة، الحسين الوردي، بأنهم سيُلاحقونه "زنقة زنقة.." إلى حينِ توظيفهم. وكانَ حوارٌ قد جمع مسؤولين من وزارة الصحة بالتنسيقية الممثلة للممرضين خريجي المعاهد العليا لتأهيل الأطر في الميدان الصحي، سنة 2012، قال عضو التنسيقية عبد الله ميروش إنَّه أسفرَ عن الاستجابة لبعض المطالب، من بينها النظام الجديد للماستر والدكتوراه؛ لكنه اعتبر أنَّه تتخلله عدة مشاكل، "بعد إقصاء خرّيجي النظام القديم من متابعة دراساتهم في سلك الماستر والدكتوراه"، على حدّ تعبيره. "نحنُ المجازون مُعطلون، ومحرومون في الآن نفسه من مواصلة دراستنا"، يقول المتحدث نفسه؛ وأضاف موجّها خطابه إلى مسؤولي وزارة الصحة: "هادْ المواطنين ما خدّمتوهومش ما خليتوهومش يقراو، إذا كنتم عاجزين عن تشغيلهم، فعلى الأقل أفسحوا لهم المجال لمواصلة دراستهم، بدَل أنْ تتركوهم عاطلين عن العمل".