قال رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إن حكومته تشتغل في مناخ يتّسم "بالشدة والمضايقات وحروب لا تنتهي"، منذ تنصيبها مطلع شهر يناير من سنة 2012 غداة وصول حزب العدالة والتنمية إلى قيادة الحكومة، بعد فوزه بأوّل انتخابات تشريعية جرت بالمغرب بعد دستور فاتح يوليوز 2011. بنكيران أبدى "رضاه" بالعلاقة التي تجمع حزبه بحليفه حزب التقدم والاشتراكية، الذي حلّ ضيفا على جامعته السنوية المنطلقة أشغالها صباح اليوم بالرباط، قائلا: "هناك تفاهم بين الحزبين في إطار الأغلبية، ونحن نقول إن مستقبل المغرب بحاجة إلى أحزاب من هذا القبيل". وبسط رئيس الحكومة "همومه" أمام مناضلي حزب التقدم والاشتراكية، حيث قال إن ظروف عمل الحكومة خلال السنوات الأربع الماضية "عمّرها ما كانت ساهلة"؛ وكان لافتا في كلمة بنكيران، إشادته بدور "PPS" في تماسك الحكومة، وعدم الإشارة إلى حليفيه الآخرين، الحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار. بنكيران عاد إلى مرحلة الحراك الشعبي الذي شهده المغرب مطلع سنة 2011، وكشف جزء من أسرار موقف حزبه الذي عارض الخروج في مسيرات "حركة 20 فبراير"، حيث أفصح أن هذا الموقف كان بتنسيق مع حزب التقدم والاشتراكية. "ذات يوم كان الوطن في خطر، واتصل بي الأخ نبيل بنعبد الله والتقينا في بيت سي الصبيحي، وتكلمنا حول ما هو القرار الذي سنتخذه، وكان ذلك بشكل عفوي" يقول بنكيران، مضيفا: "قلنا لا بد من دعم الإصلاح، لكن قررنا عدم النزول إلى الشارع، لأننا كنّا خائفين على وطننا". وأبدى بنكيران دفاعه بقوّة عن موقف حزبه من الحراك الذي قادته "حركة 20 فبراير"، فبعد أن قال إن موقف عدم النزول إلى الشارع لقي تجاوبا كبيرا، وفق تعبيره، أضاف: "موقفنا كان نابعا من قرار الاستماع إلى أنفسنا، وليس إلى الغوغائية والعاطفة، واليوم الجميع يشكر هذا الموقف ويدافع عنه". من جهة أخرى، اعترف بنكيران أن التحالف مع حزب التقدم والاشتراكية كان سيصبح "سورياليا" لو بُني على الأمور الإيديولوجية، وفي إشارة إلى "تحلّل" حزب "الكتاب" من مرجعيته الشيوعية، وحزب "المصباح" من مواقف الحركة الإسلامية التي خرج من رحمها، قال بنكيران: "كان هناك توجس في الأول من التحالف بين حزب شيوعي سابقا، وحركة إسلامية سابقا، اليوم كلنا أصبحنا: سابقا". وعاد بنكيران إلى الحديث عن "التحكم" في المشهد السياسي المغربي، وقال: "لا نعرف لصالح من يتمّ ترويض الأحزاب السياسية"، ودون أن يُشير إلى جهة بعينها، أردف: "ترويض الأحزاب السياسية كان له منطق في وقت ما، لأنه كان هناك، داخل الأحزاب السياسية، من يريد منازعة الملك سلطاته، وهذا انتهى، والذين ما زال لهم تفكير كهذا أصبحوا اليوم على الهامش".