في ظل غياب التساقطات المطرية بدأت الأحزاب المغربية تدق ناقوس الخطر لمواجهة موسم الجفاف الذي بات قاب قوسين أو أدنى. وفي هذا الإطار، دعا حزب التقدم والاشتراكية إلى تنفيذ مخططات استعجالية لدعم النشاط الفلاحي لمواجهة آثار تأخر التساقطات المطرية، إضافة إلى اعتماد مقاربة جريئة في موضوع تدبير المياه، مشددا على أن الموضوع يطرح تحديات تسائل مختلف الفاعلين والمعنيين. حزب التقدم والاشتراكية، خلال اجتماع مكتبه السياسي، تناول موضوع تأخر التساقطات المطرية، مشيرا إلى أن لها انعكاسا سلبيا على قطاع الفلاحة وتربية الماشية وظروف الحياة اليومية لمختلف فئات الشعب بالقرى والأرياف، وخاصة بالمناطق الجبلية والمعزولة، إضافة إلى انعكاسها على وفرة المياه والأمن المائي بالبلاد. ودعا الحزب، في بيان له، السلطات الحكومية المعنية إلى بلورة وتنفيذ المخططات الاستعجالية اللازمة قصد دعم أنشطة الإنتاج الفلاحي بمختلف أصنافها، وتوفير الأعلاف، واتخاذ ما يلزم من تدابير لتنشيط الحياة الاقتصادية بالمناطق القروية، مشددا على ضرورة التحرك من أجل توفير الشغل وتحسين الدخل، وبالتالي استباق موجة الهجرة القروية التي سبق وأن عرفتها بلادنا في السنوات الجافة. ومن بين التوصيات التي خرج بها الحزب أيضا، خلال اجتماع مكتبه السياسي، ضرورة توفير الحماية اللازمة للفلاحين والمزاولين لنشاط تربية الماشية، خاصة عبر تفعيل نظام التأمين الفلاحي وإحاطته بكل ضمانات الشفافية والفعالية. في الإطار نفسه، أوضح البيان أنه لا بد من إيلاء "العناية القصوى" لاستعمال الماء ومحاربة تبذيره، سواء في الفلاحة أو في باقي القطاعات الإنتاجية، منبها إلى ضرورة "اتخاذ ما يلزم من إجراءات في هذا المجال بما يكفل التدبير الأمثل لندرة المياه ولمواجهة أية آثار سلبية على الحياة اليومية للمواطنين وعلى الاقتصاد الوطني ككل". يذكر أن وزارة الفلاحة سبق أن أقرت، على لسان مسؤول رفض الإدلاء باسمه، بأن الموسم الفلاحي الحالي مهدد فعلا بالجفاف، وبأن هناك مخططا حكوميا لمواجهة المعضلة، ستعلنه اللجنة المكلفة بتتبع وتقييم الموسم الفلاحي نهاية الشهر الحالي.