في سياق الانشقاقات السياسية الحاصلة في الآونة الأخيرة داخل كبرى الأحزاب المعارضة في الجزائر، خرج أحد أبرز المعارضين لنظام عبد العزيز بوتفليقة، محمد العربي زيتوت، ليكشف أن الأمر صنيعة "مافيا" و"مخابرات" قال إنها "استولت على النظام لتحكم وراء صورة مريضة لم تخطب أمام الجزائريين منذ 2012". القيادي في "حركة رشاد" المعارضة، وهو يشرح الوضع السياسي في الجارة الشرقية منذ تسعينيات القرن الماضي، توقف عند موقف للعاهل المغربي الراحل، الحسن الثاني، الذي قال إنه عمد، في الفترة ما بين 1989 و1991، إلى قطع الكهرباء على الحدود، حتى لا يشاهد المغاربة البرامج التلفزية الجزائرية، التي كانت تعكس، وفقه، "الربيع الجزائري والحراك السياسي الحقيقي". زيتوت، الدبلوماسي السابق الذي كان يتحدث عبر إحدى الفضائيات العربية المستقرة في لندن، قال إن نظام بوتفليقة قام ب"انقلاب" على الشعب الجزائري عام 1992، موردا أنه "لم يقتل فقط أكثر من 200 ألفا بحسب الأرقام الرسمية، بل قتل المجتمع والسياسة والاقتصاد، وظهرت إثر ذلك طفيليات داخل الأحزاب". وأكد المتحدث ذاته أن "مجتمعا جزائريا مزيفا ظهر بعد ذلك وساهمت المخابرات الجزائرية في صناعته"، فيما كشف أن نظام بوتفليقة الحالي يتوفر على ما وصفها "فيالق إلكترونية من المخابرات منتشرة على الإنترنت والفضائيات والجرائد هدفها إظهار الصورة الأخرى المزيفة عن الجزائر"، نافيا أن "يقف الشعب بجانب الطغيان"، في إشارة إلى دعم بوتفليقة لنظام بشار الأسد. واعتبر زيتوت أن الانشقاقات التي تشهدها بعض الأحزاب في الجزائر هي "انعكاس لما يشهده نظام الحكم ذاته من صراعات"، مضيفا أن "النظام يريد أن يقول للجزائريين إنه هو الأفضل والأحسن من تلك الأحزاب"، على أن الواقع، وفق المعارض الجزائري، يؤشر على "موت السياسة"، مقابل "طبقة سياسية مصنوعة". الدبلوماسي السابق اعتبر أن العام الجاري سيكون عسيرا على النظام الجزائري، "نحن أمام رئيس خارج التغطية، ولا يستيقظ سوى ساعة أو ساعتين في اليوم، ولا يستمع أو يتكلم إلا من خلال آلة، ورغم ذلك فصلاحياته هي صلاحيات إمبراطور"، واصفا ذلك ب"العبثية الهائلة" التي يقف وراءها "مجموعة من كبار ناهبي المال والمافيات التي تستولي على الحكم".