في كثير من الأحيان أحاول ألا أجهر برأيي في بعض قضايا وطني، لأننا عليها جميعا مختلفون. فأفصح حينا عن بعض مما في باللي وأسكت في كثير من الأحيان. لكن المغرب، يصنع اليوم كرة من الثلجة في الصحراء. وهي تكبر بسرعة. وأن يكون لك ثلج فوق الرمال، ويصير الثلج كثيفا حتى تصنع منه كرة تكبر سريعا، فذلك أمر عظيم. فكان مني أن وجدتني أخط هاته الكلمات، لأختار لها عنوانا على طريقة الهاشتاغ: #أنا_صحراوي. علها تنفع شخصا ما في أمر ما. فكرة الثلج تلك إن كبرت أكثر قد تصل حدا لن يستطيع معه أحدا إيقافها، وأما إن ارتفعت درجات الحرارة من تحتها، فستذوب و يسيل طوفان ماء بارد أصله ثلج في غير مكانه الصحيح. إني سمعت منادبا من الصحراء يقول: أصلحوا.. أصلحوا.. لعل القوم يعودون. فبين الإيمان والكفر شعرة، والفقر مع الجوع ثم الغبن والظلم كفيلون بتلكم الشعرة. في الصحراء شباب للشغل طالبون.. للشغل، وليس لشيء آخر. فلا توصدوا أمامهم الأبواب، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. فالمطلب الإجتماعي-الإقتصادي إن لم يجب عليه أحدكم بإقناع، غدا يصير مطلبا سياسيا وثوريا، ويغدو صوتا قويا مزعجا، إسكاته يكلف أضعاف ميزانية التشغيل ويفوقها بملايين وعشرات السنين. في قلب الصحراء، شباب ببطون فارغة معتصمون، بين الحياة والموت راقدون، وخلفهم كثيرون.. خلفهم آباء وأمهات، خلفهم إخوان وأخوات، أعمام وأخوال وذوو صداقة وقربى، وكلهم منهم مقربون، ومعهم متضامنون. والسوء الذي يمس فردا، يطالهم أيضا. ولكم في الشارع عبرة.. عشرات آخرون ملؤوا بطونهم وشحدوا همتهم، وهاهم يخرجون كل يوم معتصمين، إنهم لأجل الجماعة ينتفظون. ضربهم لن يسكتهم، وقمعهم لن يعيدهم، وسجنهم لن يسكتهم. فهؤلاء عكس من سبقهم، لا يحركهم ما تحرك به غيرهم، إنهم ينتصرون لأنفسهم، ويحاربون من أجل كرامتهم. حربهم من أجل العدالة والكرامة، لا ضد الدولة والوطن. إنهم شباب صحراويون، بلغ سيلهم الزبية، فامتلئت وفاضت، ففاضوا معها محتجين. إنهم مغاربة للإنصاف طالبون، فلا مجال لتخوينهم ولا لإلباسهم من الشرور ما لا يلبسون. إنهم طيبون.. حسبهم قوت يومهم وأهلهم، ومسكنهم وملبسهم. فأعطوهم ما يريدون.. والحمد لله أنهم رجال ونساء حقيقيون للشغل طالبون، وليس للهبة أو الصدقة، والأجرة وهم نائمون. يريدون العمل، فأعطوهم ما يريدون. * صحفي وإعلامي مغربي www.Facebook.com/KarimHADRIpage