إن إلغاء "الجائزة الكبرى لسباق السيارات بمراكش"، الذي كان مبرمجا خلال شهر يونيو المقبل بالمدينة الحمراء لم يكن مفاجأة سوى لغير العارفين ... لكن من يعرف هذا الملف كان يتوقع حتما هذا القرار الذي اتخذ بتاريخ 8 مارس 2011 بباريس من طرف المجلس العالمي للجامعة الدولية للسيارات. وهكذا ، أضاع هذا الإلغاء على المغرب فرصة جيدة على هامش الدورة الثالثة للجائزة الكبرى، وهي انعقاد اجتماع المجلس العالمي الذي يضم أكبر صانعي السيارات إلى جانب الأعضاء المرموقين لسباق الفورمولا وان. وقد كان سبب الإلغاء حسب قرار المنظمين هو انعدام "الدعم المحلي لهذه التظاهرة"، والجهة المقصودة بالخصوص هي وزارة الشبيبة والرياضة، إذ حسب مصدر، طلب عدم الإفصاح عن هويته، فإنها لم تحرّك ساكنا لتسهيل مهمّة المنظمين والحال أن هؤلاء يعتبرون أنهم قد قاموا بتنفيذ كل ما هو التزموا به على عاتقهم في العقد: من إقامة مسلك الجامعة الدولية للسيارات بمراكش والحصول على المصادقة عليه، واحتضانهم خلال دورة السنة الفارطة للجائزة الكبرى لفورمولا تو، بحضور رئيس الجامعة الدولية للسيارات جان تودت jean Todt ومموّل كبير لسباق ف1 هو وبيرني اكليستون ، الذي سبق له أن زار مسلك مراكش . أنجزت كل هذه الأنشطة بتمويلات خاصة، لم تقدم الوزارة الوصية منها سنتيما واحدا. ذلك أن منصف بلخياط الوزير الحالي للشبيبة والرياضة لم يعط عناية لهذا الموضوع حتى آخر لحظة واقتصر على تقديم وعود لمنظمي الجائزة الكبرى لمراكش بالتدخل من أجل مساعدتهم على ربط علاقة شراكة بين القطاعين العام والخاص حتى يصبح الحدث خالدا. لكنه لم يقم بإجراء أي اتصالات واسعة خلال السنة مع المساندين حتى تتم برمجة التظاهرة بشكل أفضل،. إن هذه الفكرة قام بطرحها الوزير نفسه خلال اجتماع مع كبار مسؤولي الجائزة الكبرى الذين وافقوه الرأي إلا أنه بالمقابل جعل الأمر كحديث فضفاض، ولم يفعل شيئا من أجل تجسيد هذه الشراكة. وحسب أحد العارفين بخبايا رياضة الأعمال المغربية ، فان منصف بلخياط قام منذ البداية بتسويف المنظمين والانقلاب عليهم، لأنه رأى في الجائزة الكبرى لمراكش لسباق السيارات حدثا منافسا لملعبه الجديد لكرة القدم بمراكش الذي تم تدشينه مؤخرا في مشهد احتفالي كبير طبعته الفوضى،. فهو ملعب اعتبره وزير الشبيبة والرياضة ومساندوه مشروعا كفيلا بالحصول على عقود إشهارية مغربية، وهو اعتبره البعض مشروعا يخدم مصالح خاصة تحت غطاء تشجيع الرياضة. من الواضح أن السيد الوزير لا يعتبر سباق السيارات من بين صيغ المباريات المحببة إليه، وبذلك نفهم جيدا، لماذا أهمل منصف بلخياط وفريقه حدثا في مثل هذه الأهمية حقق خلال دورتي 2009 و 2010 نجاحا سياحيا واسعا وجلب اهتماما إعلاميا كبيرا، حتى بتم القضاء عليه في نهاية المطاف. *عن جريدة Le Canard Libéré عدد 194 ، الجمعة 11 مارس 2011