عدة مرات يوميًا يحدق الصغير بسام ماضي، ذو ال10 أعوام، في المرآة يفتحص عينيه، ويلمسهما بكفه الصغير، متسائلا عن سبب اختلاف لون كل واحدة عن الأخرى، وأنه لا يشبه أقرانه ولا حتى اخوته. ففي يومه الأربعين بعد ميلاده، بدأ والداها يلحظان امتلاكه لعينين متباينتين في اللون، وأرجع الأطباء ذلك، لخلل في وظيفة الكبد والطحال في جسد ماضي. ويقول الصغير، الذي يمتلك عينًا زرقاء وأخرى بنية، إنه كثيرًا ما يشعر بالضيق والحرج من زملائه في المدرسة، ويسمع العديد من العبارات والأسئلة التي تزعجه. وأضاف:" الأولاد في المدرسة يضايقونني، ويقولون لي تعليقات لا أحبها، وينادونني بأبو عيون، وأنا أحزن كثيرا". ويثير ماضي، الذي يدرس في الصف الخامس من المرحلة الابتدائية، دهشة واستغراب من حوله، وكل من يشاهده. والده حسام ماضي، البالغ من العمر 36 عامًا يقول أنه قضى أربع سنوات يتنقل من مستشفى إلى آخر، خوفًا على صحة ابنه. وأضاف:" بسام حالة غريبة في عائلتنا، لم يسبق أن كان أي شخص في عائلتي أو عائلة زوجتي يمتلك عيونًا مختلفة". ولفت الأب إلى أن الأطباء أخبروه بأن طفله "يعاني من تضخم في الكبد والطحال، مما أثر على لونه عينيه". واستدرك حسام، الأب لستة أطفال، بقوله:" بسام الآن بصحة جيدة، لكنه يعاني من زكام دائم، ولا يحتمل درجات الحرارة بالمطلق، ويقول الاطباء إنه ربما قد يكون لذلك علاقة باختلاف لون عينيه، بالإضافة إلى أنه، حتى سن الرابعة، كان يعاني من انتفاخ في بطنه". ومازالت مخاوف الأب قائمة من أن يكون صغيره بسام يعاني من مرضٍ ما، قد يؤثر عليه مستقبلا. ومن المواقف الطريفة التي تعرض لها يقول والده:" العديد ممن يشاهدون بسام يسألونني باستهجان، لمَ تضع لطفلك عدسات لاصقة مختلفة، ومعظم من يراه يطلب أن يلتقط لنفسه صورة معه، وهذا أحيانًا يؤثر على بسام نفسيًا ويشعر أنه غير طبيعي". من جانبه، يقول إياد الهليس، رئيس قسم الليزر في مستشفى العيون الحكومي في قطاع غزة، واستشاري طب وجراحة العيون، إن تباين لون العينين يعود إلى اختلاف كمية صبغة الميلانين في القزحية، التي تحدد لون العين. وأضاف الهليس:" اختلاف اللون قد يعود إلى عوامل وراثية، أو مرضية، أو عرضية مكتسبة"، وأشار إلى أن عيني الشخص قد تتباين في اللون بناءً على إصابته بأمراض عضوية داخل جسمه، لا علاقة لها بالعينين، وإنما تنعكس على لونهما فقط. وتابع الخبير:" قد يتباين لون العيون نتيجة لإصابة الشخص بمرض التهاب القزحية، وهذا مرض شائع، لكن في حال شُفي المريض فإن لون عينيه يعود لطبيعته"، كما أوضح الهليس أن تباين لون العيون حالة نادرة نسبيًا، وأن 5 أشخاص من بين ألف شخص قد يصابون به، كما تقول دراسات. ولفت إلى أن اختلاف اللون لا يؤثر على مستوى نظر الشخص، وحاسة الإبصار، طالما الأمر لا يتعلق بمرض في العين. * وكالة أنباء الأناضول