هل تساءلت يوما لماذا لا يمتلك الإنسان أعينا ذهبية اللون شبيهة بأعين البُومَة القَرناء الكَبيرة، أو عيونا خضراء لامعة أو صفراء أو حتى برتقالية. لماذا لا يمتلك البشر عيوناً ملونة مثل هذه؟ تنقل صحيفة Live Science عن الدكتور مارك فورمر طبيب العيون في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك سيتي قوله: إن هذه الألوان الرائعة التي تمتلكها عيون الحيوانات ليست مختلفة كثيراً عن البشر. ويقول فورمر إن الناس عندما يتحدثون عن لون العينين، فإنهم يُشيرون إلى لون القزحية، وهي حلقة من العضلات (تُعرف باسم العضلة العاصرة) داخل العين. إذا احتوت القزحية على الكثير من الميلانين، أو الصبغة، ستظهر العين بنية اللون. وكلما نقصت كمية الميلانين، ظهر لون العين عسلياً أو أخضر أو أزرق. كما تابع قائلاً إن الحيوانات التي تمتلك عيونها لوناً غريباً تقع في نفس تسلسل الألوان. ويشير فورمر لمجلة Live Science الى ان "اللون البرتقالي هو في الحقيقة لون العنبر، واللون الذهبي هو درجة من درجات البني" وأضاف "كلها تباينات لنفس الألوان، بدءاً من البني ومروراً بالعنبر والعسلي والأخضر و الأزرق". مع وجود استثناءات قليلة، مثل ضفدع الشجرة أحمر العينين، إذ لا يقع الأحمر عادة في هذا النطاق اللوني. أما الاعتقاد بأن الأفراد المُصابين بالمهق لهم عيون حمراء، فهو اعتقاد خاطئ. في الواقع، لا تملك قزحياتهم أي لون، بسبب توقف عمل الجين الذي يتحكم في إنتاج الميلانين فى حالة المهق. ويقول فورمر إن اللون الأحمر يأتي من الأوعية الدموية التي تدعم القزحية. وحين سُئل فورمر عن الإشاعة التي تقول إن الممثلة اليزابيث تايلور (1932-2011) كان لها عينان بنفسجيتان، أجاب أنه لم يسمع قط أو يرى عيناً بهذا اللون. لكنه قال مفكراً إن هذا قد يكون ممكناً إذا كانت عيون الشخص زرقاء خفيفة وأوعيته الدموية الحمراء بارزة، إذ إن الأحمر والأزرق معاً يُنتجان اللون البنفسجي. علاوة على ذلك، أضاف أن لون العين قد يتغير عندما تتمدد عيون الشخص أو تنقبض. عندما تتمدد العين (أي عندما يتسع بؤبؤ العين فيستقبل المزيد من الضوء)، تنضغط القزحية وقد تبدو أغمق بسبب وجود الصبغة في مساحة أصغر. في المقابل، عندما تضيق العينان، في يوم مشمس على سبيل المثال، تنكمش حدقة العين وتتسع مساحة القزحية. وعندما يحدث هذا يبدو لون القزحية أقل حدة، إذ تتوزع الصبغة على مساحة أكبر، كما يقول فورمر. ويقول أيضاً إنه بغض النظر عما إذا كانت القزحية مُتسعة أو مُنقبضة، فمن غير المعقول أن يكون للبشر نفس لون عيون القطط أو البوم. "رؤية مثل هذه الألوان المتطرفة يتطلب المقابلة بين اثنين من الحالات الشاذة وأصحاب الألوان غير المعتادة في البشر وتزاوجهما. وهو بالطبع أمر صعب الحدوث".