من بحر الشبكة العنكبوتية ، والمواقع التواصلية الاجتماعية ، قرأت تعليقات كثيرة وكتبت أخرى ، وشاهدت صورا ومقاطع فيديو، وشاركت بأخرى ، واستمتعت بهذه التغطية الإعلامية من شباب البلاد العربية الذين امتهنوا مهنة الصحافة بكل تلقائية ، كيف لا وجميع وسائل نقل الخبر متوفرة من أجهزة الهاتف النقال وما تحمله من مصورات ، وكذا ولوجهم إلى عالم جديد منذ مدة وهو ينادي الشباب ، انه عالم أصبح قرية صغيرة تتجول فيه المعلومة من أقصى العالم إلى أدناه في الثانية الواحدة ، مما لا شك فيه أن هذه الظروف كونت داخل هذه القرية أرضا خصبة لهذا التغيير الذي يعم بلادنا العربية ولأني شاب أسكن كغيري من الشباب في هذه القرية الجميلة، أحببت إيصال بعض الكلمات المتواضعة إلى زملائي وجيراني في هذه القرية أملا في تواصل فعال بين الجميع. الرسالة الأولى ما يروقني في أبناء وطني من الشباب هو حسهم الفني الجميل، الذي يستخدم النكتة في إيصال أكثر من معنى بشكل مختصر ومفهوم ومضحك ، رأينا هذا إبان الثورة التونسية ، وبعدها ازدادت نشاطا مع حسني مبارك ، والآن أتى دور القذافي، وما أدراك ما القذافي؟ الفرق الوحيد بينه وبين الاثنين السابقين هو أن معمر ساعد هؤلاء الشبان بشكل كبير في هذه النكث لأنه أصلا مدعاة للضحك فقد سهل لهم هذه المأمورية بشكل كبير ، وكل قارئ لهذه النكث الظريفة يعرف مدى ذكاء الشعب المغربي وشبابه في تحويل الأخبار إلى نكث ، ما أدعو إليه شباب وطني الآن هو تحويل كل هذا الإبداع لخلق ثورة كوميدية تساهم في نشر الوعي لدى كل الشباب في ما يخدم وطننا جميعا. الرسالة الثانية ما استوقفني أيضا وأنا أقرأ النقاش السياسي الذي أخذ حيزا كبيرا من تعليقات هؤلاء الشباب على صفحات الفايس بوك، هي هذه الصحوة السياسية غير المسبوقة ، لدى الشباب المغربي، فتحت كل هذه التعليقات على جدران الفايس بوك أكتب احتراما متجددا لجميع الآراء، ولجميع التوجهات السياسية، فقط ما يحز في نفسي وأنا أقرأ بعض هذه التعليقات ،هو ما أجده فيها من سب وشتم وأحكام مسبقة والنيل من أشخاص بسبب مواقفهم السياسية ، فرجاء يا إخوتي المغاربة إنكم في وطن واحد وتحت راية واحدة، كونوا عند مستوى تطلعات الوطن بكم ،ولا تسيئوا ظن الوطن بكم ، فانتم هم القادة وانتم جيل نوراني سينير البلاد من شمالها إلى أقصاها ومن شرقها إلى غربها ، لا تضيعوا أوقاتكم في السب والشتم ، واكتبوا بدلا منها كلمات تحيي شعور الوطنية في نفوس القراء ،وازرعوا الأمل في النفوس ، واسقوا الحب لوطننا ولشعبه في القلوب . الإعلام الرسمي : لا مرحبا بك الملاحظ لقنواتنا الرسمية في تغطيتها للأحداث يرى أن هذه القنوات تعيش في وطن آخر ، وقد زادت هذه الحركة الشبابية التي عمت الوطن العربي تسليطا للضوء على رداءة الإعلام الرسمي لبلادنا، فقد أنستهم البرامج التمييعية واجبهم في نقل الحقائق والبحث عنها، وكلما اضطروا لمواكبة هذه الحركة الشبابية لجؤوا إلى الطبخ الأمني لتناول القضايا، والتمثيل المخابراتي لقلب الحقائق . أما والفايس بوك ومواقع اجتماعية أخرى قد دخلوا بيوت المغاربة، فشباب النت يقول لهذه الآلة الإعلامية المتخلفة : لا مرحبا بك . شكرا أيها الفايسبوك عجيب أمر الفايسبوك الذي استقطب شباب الوطن بعدما عجزت الأحزاب عن استقطاب أعضاء أمانتها لجمع عادي ، وعجيب أمر شباب بلاد العرب بعدما أصبحوا قادة في شهر أو شهرين ، وعجيب هذه الهمة التي استمات فيها هؤلاء الشباب في سبيل مطالبهم رغم الداء والأعداء ، وعجيب هذا الوعي الذي انتشر فيهم كما تنتشر المعلومة في الفايسبوك، وعجيب هذا الحزب الذي لم شباب العالم في سنة أو سنتين ، فشكرا أيها الفايسبوك ،وشكرا أيتها التكنولوجيا التي صنعت مجد كل الشباب . *مدون مغربي [email protected]