"ما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال"، هكذا رفعت خمس تنسيقيات تمثل الشغيلة التعليمية صوتها المنضم إلى الأصوات الوطنية والدولية المستنكرة لما حدث للأساتذة المتدربين خلال المسيرات الاحتجاجية يوم "الخميس الأسود" في عدد من المدن، من تعنيف دموي مقابل تمسك الحكومة بقرار الفصل بين التكوين والتوظيف، حيث أعلن عن تنظيم مسيرة تضامنية وطنية. ووجهت التنسيقيات ذاتها خطابا لاذعا للمسؤولين في الحكومة، بوصفهم "طغاة" و"متجبرين"، موردة، عبر بلاغ لها توصلت به هسبريس، أنها ستنظم مسيرة وطنية يوم الأحد 24 يناير الجاري، "للتضامن مع الأستاذة المتدربين وقول كلمة (لا) في وجه الطغاة والمتجبرين"، وذلك "كي نثبت لمن يهمهم الأمر أن سياسة الزرواطة لا تكمم الأفواه ولا تحبط الهمم والعزائم"، وفق تعبيرها. وخرجت خمس تنسيقيات وطنية؛ هي "التنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين المقصية من الترقية بالشهادات" و"التنسيقية الوطنية لموظفي وزارة التربية الوطنية لحاملي الماستر"، و"الجمعية الوطنية لأساتذة المغرب"، و"الهيئة المغربية لأطر التربية والتكوين"، و"التنسيق الوطني لإسقاط خطة التقاعد"، تعلن مساندتها التامة واللامشروطة لإضراب "أساتذة الغد"، الذي دخل شهره الثالث على التوالي. البلاغ ذاته، الذي حمل توقيع الهيئات الخمسة، أدان المقاربة الأمنية التي تواجه بها احتجاجات "أستاذة المستقبل"، لأنها "تجعل من العنف سبيلها الأول والأخير في التعامل مع الاحتجاجات السلمية"، مضيفا أن "فاجعة الخميس الأسود"، التي عرفت تدخلات أمنية عنيفة في حق المحتجين، "عرّت الواقع المرير والحقيقي الذي يعيشه الأساتذة المتدربون منذ حولي 3 أشهر". المصدر ذاته أشار إلى أن الأساتذة المتدربين في مختلف مراكز التربية والتكوين يعيشون على وقع "القمع وانتهاك حقوق الإنسان (...) في دولة تتبجح في كل تظاهرة وطنية ودولية برعايتها لحقوق وكرامة المواطنين، والأصح أنها تهتم بحماية مصالحها على حساب كرامة الوطن والمواطنين". وتعليقا على رد السلطات العنيف على مطالب "أساتذة الغد" بإلغاء مرسومي التخفيض من قيمة المنحة والفصل بين التكوين والتوظيف، قالت الهيئات ذاتها إن الأمر يحيل إلى "أحداث من شأنها الرفع من الاحتقان الاجتماعي وزعزعة الاستقرار (...) نتيجة القرارات اللاشعبية للحكومة في حق الشغيلة التعليمية"، بتعبير البلاغ الصادر عنها.