ندَّد كتبيو جهات المملكة بتأخر مستحقاتهم المالية المقدرة بملايير السنتيمات، والتي لا زالت في عهدة جمعيات "دعم مدرسة النجاح" التابعة لوزارة التربية الوطنية، مستنكرين ما اعتبروه "تماطلا وتسويفا" من قبل الوزارة الوصية في دفع مستحقات الموسمين الدراسيين 2014/2015 و2015/2016. ووجهت جمعيات الكتبيين المنخرطين في المبادرة الملكية "مليون محفظة"، رسالة للملك محمد السادس، تشكو من خلالها "اضطراب وخلل وزارة التربية الوطنية، وعدم التزامها بمواعيد الأداء المنصوص عليها في عقود الاتفاق"، وفق تعبير الوثيقة، التي أضافت أن "المذكرة المؤطرة للالتزام لم يتم تنزيلها على أرض الواقع رغم المراسلات المتكررة لكل الجهات المسؤولة عن المبادرة". رؤساء تسع جمعيات تابعة لكتبيي جهات متعددة، بحسب الرسالة ذاتها التي تتوفر عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، والذين باتوا مهددين بالإفلاس، اشتكوا عدم توصلهم بباقي مستحقاتهم عن موسم 14/2015 وموسم 2015/2016، معربين لمحمد السادس عن تخوفهم "من شبح الإفلاس الذي بات يطارد الكتبيين ويهدد أمنهم الاجتماعي، الناجم عن عدم الاكتراث بملف المستحقات المالية، بسبب تراكم الديون تجاه المزودين". الرسالة/الملتمس دعت الملك إلى "توجيه أوامره لوزير التربية الوطنية، باعتباره رئيس الجمعية المغربية للتمدرس، قصد الإفراج عن مستحقاتهم كاملة، حتى يتسنى للكتبيين تسديد الديون"، واستكمال مسيرة المبادرة الملكية الموجهة منذ 8 سنوات لفائدة الأسر المعوزة بالوسطين القروي والحضري، والتي استفاد منها في الموسم الدراسي الحالي 3 ملايين و909 آلاف و895 تلميذا وتلميذة. في الصدد ذاته، دعا بيان لتنسيقية كتبيي جهات المملكة إلى بلورة وتحيين الاتفاقية التي تجمعهم بالجمعية المغربية للتمدرس ورئيسها رشيد بالمختار، من منظور ورؤى تشاركية تضمن حقوق الكُتبي بشكل عام، واحترام الآجال المنصوص عليها في عقد الاتفاق، مطالبين جميع الشركاء والفاعلين بالالتزام التام بما هو عليهم تجاه هذه العملية، ضمانا لاستمرار المبادرة الملكية "مليون محفظة" في أحسن الظروف. كما يعتزم الكتبيون تنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية الوطنية، بحر الأسبوع المقبل، مهددين بلجوئهم إلى القضاء من أجل استخلاص أموالهم والإفراج عنها، وهي المطالب التي سبق لهم أن وجهوها إلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزيره في التربية الوطنية، بعد أن وجدوا أنفسهم عاجزين عن تسديد الديون المتراكمة لدور النشر ومختلف الممونين؛ ما قد تترتب عنه عواقب خطيرة تصل إلى السجن، بحسب ما أورد الكتبيون في رسالتهم.