ساهم نحو 20 ألفا من عناصر الشرطة والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية، الذين انتشروا بمجموع المناطق الحيوية، السياحية والترفيهية، بمدينة الدارالبيضاء، في ضبط الإيقاع الأمني أثناء احتفالات البيضاويين وضيوفهم بحلول السنة الميلادية الجديدة. الإشراف المباشر الفرقة السياحية كان لها دور محوري في المساهمة في إنجاح الاستراتيجية الأمنية التي اعتمدت، ليلة احتفالات رأس السنة الجديدة، من طرف مسؤولي ولاية أمن الدارالبيضاء، بإشراف مباشر من الإدارة العامة للأمن الوطني، التي يرأسها عبد اللطيف الحموشي، حيث قضى أفرادها، إلى جانب زملائهم في باقي الأجهزة الأمنية، ليلة بيضاء لفرض الأمن، ومواجهة أي تصرف قد يفسد على البيضاويين احتفالهم بقدوم العام الميلادي الجديد. الحموشي لم ينس تأمين وجبات سريعة لفائدة رجال الأمن الذي شاركوا في ضبط إيقاع احتفالات رأس السنة بالدارالبيضاء، حيث حرص كبار المسؤولين الأمنيين شخصيا على إيصالها إلى العناصر الأمنية التي ظلت مرابطة، ابتداء منذ الساعة السادسة مساء، بالمناطق السياحية والترفيهية على طول كورنيش عين الذياب ووسط المدينة والمعاريف، إلى جانب أحياء باقي مقاطعات العاصمة الاقتصادية للمملكة. مع الرأي العام الضابط خالد، شرطي إطار أشرف شخصيا على مرافقة ممثلي الصحافة الوطنية طوال ليلة احتفالات رأس العام الجديد، حرص على تقديم كل الأجوبة لكل الأسئلة التي تطرح عليه، وقال هذا الضابط الشاب، البالغ من العمر نحو 36 سنة، لهسبريس إن "احتفالات رأس العام تتطلب يقظة كبيرة، ولكي تمر في أفضل الظروف يتوجب اعتماد إجراءات استثنائية، نظرا للكم الهائل من الأمواج البشرية التي تفد على مركز المدينة والمنطقة السياحية الساحلية بكورنيش الدارالبيضاء الذائع الصيت". خالد، الذي ظل هادئا ومبتسما طوال الليلة البيضاء التي لم تنته احتفالاتها إلا بعد دقائق من فجر أول يوم من سنة 2016، قال إن العناصر الأمنية تشتغل في هذه الليلة وفق استراتيجية مدروسة، مؤكدا أن التعليمات تطبق بكل دقة، ومشيرا إلى أن الفرقة السياحية الولائية بولاية أمن الدارالبيضاء الكبرى، التي يرأسها عبد الحميد عصيم، "تحرص على التعامل السريع مع كل الحالات الشاذة التي قد تسجل في المناطق التي تشهد إقبالا من طرف المحتفلين". وسجلت هذه الفرقة أولى اعتقالات ليلة رأس السنة الجديدة، حيث صرح هشام العثماني، ضابط شرطة بهذه الفرقة، لهسبريس، بأن "أول عمليات الاعتقال التي أشرفت عليها الفرقة تمثلت في توقيف أشخاص مبحوث عنهم في قضايا الاتجار في المخدرات وتكوين عصابة إجرامية، كما تم حجز أوراق نقدية وسلاح أبيض، إلى جانب كمية متوسطة من الحشيش". لا راحَة واعتبر الضابط عثمان أن عناصر الأمن التابعة للفرقة السياحية تحرص على بذل كل ما في وسعها من أجل ضمان أمن وأمان المحتفلين بنهاية رأس السنة. هذا التأكيد يجد تطبيقه على أرض الواقع في مراكز الأمن بكورنيش الدارالبيضاء التي كانت ممتلئة عن آخرها على بعد دقائق من منتصف الليل. في منطقة عين الذياب لم ينعم عناصر الأمن ولا الصقور ولو بدقيقة راحة واحدة منذ الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، إذ توالت حالات السكر والعربدة على مركزي الأمن المتواجدين بقلب كورنيش الدارالبيضاء في عمالة آنفا، حيث تتركز معظم محلات التنشيط السياحي. فوضى وصرامة تعاملَ رجال الأمن بالكثير من الصرامة مع الحالات الواردة عليهم، وكانت كل الحالات تحال إلى الدائرة الأمنية المعنية للنظر فيها. وغير بعيد، أقام رجال الأمن حاجزا أمنيا للتأكد من هوية السائقين، وقياس مستوى الكحول في الدم بالنسبة لأولئك الذين يشتبه بأنهم لم يعد بإمكانهم السياقة في وضع طبيعي. في الطريق، وقع اصطدام سيارة أجرة، كانت في حالة تقنية مهترئة، مع سيارة ألمانية الصنع، كان سائقها خارجا لتوه من حفل لرأس السنة بواحدة من أشهر العلب الليلية في الدارالبيضاء. السائق الشاب ظل مدركا لما يدور من حوله، فيما لم يتوقف سائق سيارة الأجرة عن عض شفتيه، بعدما شاهد بأم عينيه أن سيارته لم تعد تحمل إلاّ الاسم. غادر المحتفلون برأس السنة الجديدة عين الذياب، ليشرع رجال الشرطة وباقي عناصر الأجهزة الأمنية في مغادرة المكان، دون أن توجه لهم ولو كلمة شكر واحدة من طرف أولائك المحتفلين، الذين حرموهم التواجد رفقة أهاليهم، أو البصم على أداء مهني بالإيقاع المعهود، في تلك الليلة الحافلة ب"النشاط" والعربدة.