بعد ما استقبله قبل المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو، وجه الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تهنئة إلى "كبير الجبهة"، محمد عبد العزيز، عقب انتخابه أمينا عاما للمرة الثانية عشر، طوال الأربعين سنة الماضية. ولم يفوت الرئيس الجزائري الفرصة دون توجيه عدد من الرسائل إلى المغرب، عبر برقيته إلى عبد العزيز، حيث أشاد بهذا الأخير وبقدرته على الاستمرار على رأس جبهة البوليساريو طوال الأربعين سنة الماضية، مؤكدا أن بلاده ستستمر في دعم الجبهة، كما دأبت على ذلك، من خلال ما اسماها "جميع الوسائل المشروعة". برقية بوتفليقة تعَدُّ الأولى من نوعها بعد انتخاب عبد العزيز، حيث كانت الجزائر أول المهنئين كما دأبت على ذلك خلال المؤتمرات السابقة، إذ عبّر بوتفليقة عن "موقف الجزائر المبدئي والثابت تجاه قضية الصحراء"، التي وصفها بأنها "قضية عادلة"، وأن إعادة انتخاب عبد العزيز "بمثابة تجديد للثقة التي وضعها في شخصكم الشعب الصحراوي الشقيق، ويمثل تقديرا لتجربتكم الحافلة وعرفانا منه للجهود التي بذلتموها خدمة لقضيته العادلة"، على حد تعبيره. رسالة الرئيس الجزائري حملت عددا من المؤشرات على عدم تغير الموقف الرسمي للجارة الشرقية تجاه قضية الوحدة الترابية للمملكة، حيث شدد بوتفليقة على ما اعتبره "إيمان الجزائر، حكومة وشعبا، الراسخ بعدالة القضية الصحراوية"، مؤكدا أن بلاده ستواصل "العمل، بكل ما أتيت من إمكانيات مشروعة، من أجل تمكين الشعب الصحراوي من التمتع بجميع حقوقه التي أقرتها الهيئات الدولية، وخاصة منها حقه الشرعي في تقرير مصيره بنفسه"، على حد تعبيره. واحتفت وسائل الإعلام الموالية لجبهة البوليساريو برسالة الرئيس الجزائري، التي ورد فيها "تهنئة الرئيس الخاصة إلى جبهة البوليساريو، على النتائج الهامة التي توصل إليها مؤتمرها الرابع عشر، وكذا إلى الشعب الصحراوي عامة على وحدته واستمراره في وقوفه وراء ممثله الشرعي لاسترجاع حقه في تقرير المصير". بوتفليقة زاد، في ذات السياق، "إنها مناسبة سانحة للتذكير بموقف الجزائر المبدئي والثابت، الداعم لحركات التحرير عبر العالم، كما أنها فرصة ملائمة للتأكيد على ثباتنا في الوقوف إلى جانب شعب الصحراء الغربية الذي تربطه مع الشعب الجزائري علاقات أخوة وتضامن"، مردفا: "أقل ما يمكن أن يقال عن هذه العلاقات إنها متجذرة ووطيدة". يذكر أن المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو، الذي انعقد على امتداد أسبوع، لم يتمخض عنه أي جديد بخصوص موقف الجبهة من مستقبل النزاع الذي دام لأكثر من أربعين سنة، حيث عرف فقط انتخاب أعضاء الأمانة العامة للجبهة، وكذا تجديد الثقة في محمد عبد العزيز أمينا عاما.