عندما نصاب بالرعب "يتجمد الدم في عروقنا"، بحسب القول المأثور. لكن دراسة علمية حديثة أثبتت حدوث ذلك فعلاً. فما الذي يحدث عندما نشاهد أفلام مرعبة أو نجد أنفسنا في مواقف مخيفة؟ هناك قول مأثور مفاده أن الدم "يتجمد" في العروق عند الخوف. وفي الغالب، يرجع هذا القول إلى العصور الوسطى. لكن بات من الممكن أن يكون لهذا القول أساس علمي، بحسب الدراسة التي قام بها بانه نيمت من جامعة لايدن الهولندية ونُشرت في الدورية الطبية البريطانية. وقام نيمت مع فريق البحث بدراسة تأثير أفلام الرعب على المشاركين. وبدأ الأمر بمتابعة 24 متطوعاً بعد مشاهدة فيلم رعب وتركهم لمدة أسبوع، ثم عرض فيلم تعليمي عليهم، وتكرر الأمر بالتبادل بين أفلام الرعب والأفلام التعليمية. وبعد مشاهدة كل فيلم، أخذت عينة من الدم، كما كان على المشاركين تقييم درجة الرعب التي تعرضوا لها عند مشاهدة الفيلم من "صفر" (غير مؤذ إطلاقاُ) إلى "10" (مرعب للغاية). المثير للاهتمام كانت نتائج تحليل هذه العينات، فلدى أكثر من نصف مشاهدي أفلام الرعب، وُجدت مستويات مرتفعة من العامل الثامن، وهو عامل أساسي لتخثير الدم، ومعروف أيضاً بالعامل المكافح لهيموفيليا الدم، الذي يؤدي نقصه إلى النزيف القاتل، إلا أن زيادته قد تؤدي إلى تجلط الدم، فتلتصق الصفائح الدموية ببعضها البعض. أما بالنسبة لبعض الحالات، فقد قلت نسبة العامل الثامن، ما يؤكد دراسة سابقة أوضحت أن أفلام الرعب لها تأثير إيجابي على بعض الناس، لكنهم شكلوا الأقلية. ومن وجهة نظر علماء التطور، حسبما جاء في موقع "سبيكتروم" العلمي الألماني، فإن زيادة قابلية التخثر كانت إيجابية، لأن الرعب في الماضي كان مرتبطاً بمواقف فيها تهديد مباشر للحياة، مثل المعارك التي قد تؤدي إلى الموت. ويحتاج الجسم في هذه الحالة إلى تخثر الدم بسرعة، ليحمي الشخص من النزيف القاتل. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية