قررت رئاسة الحكومة الإسبانية التشبث بقرارها في منح "ميدالية صليب كارْلُوس الثالث" لإدريس جطو، عن دوره في تنمية التعاون الأمني مع مدريد خلال توليه حقيبة الدّاخلية ضمن التشكيلة الحكومية ما قبل الماضية بالمغرب.. وجاء التعبير عن هذا التشبث ضمن جواب وجهته رئاسة الحكومة المركزية بمدريد ردّا على سؤال النائب البرلماني المليلي أَنْطُونْيُو كُوتِييِيرِيزْ وضمن الجريدة الرسمية للبرلمان الإسباني. وتساءل النائب المليلي المنتمي لصفوف الحزب الشعبي الإسباني عن غرض حكومة خُوصِي لوِيسْ رُودْرِيغِيثْ ثَابَاتِيرُو من تكريم كبير لشخص إدريس جطّو رغم كونه وزيرا أوّلا بالحكُومة المغربية خلال الأزمة الخطيرة التي نشبت بين الرباطومدريد على خلفية جزيرة "ليلى" أو "البقدونس" (بِيرِيخِيلْ).. وما تلاها من تداعيات أرخت بضلالها على العلاقات بين البلدين لشهور عديدة.
الحكُومة المركزية الإسبانية، ممثلة في مؤسسة رئاسة الوزراء التي يدبّرها الحزب الاشتراكي، أوردت بأن "التكريم الكبير" الذي تقرر إحاطة إدريس جطو به يأتي للدور الذي لعبه كوزير للدّاخلية المغربية في ترسيخ التعاون مع إسبانيا في مجال التهريب الدولي للمخدّرات ومكافحة الهجرة السرّية.. كما أشاد ذات رد الاشتراكيين ب "تدابير جطو" في فرملة تدفق الزوارق غير الشرعية على الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط.
كما أردف ذات ردّ الحكومة الاشتراكية على الانتقادات الشعبية بأن التدابير العملية التي أرسى معالمها إدريس جطو قد مكنت إسبانيا من تفعيل آلياتها في إنفاذ قوانينها بسلاسة على مستهدفي شواطئها.. وأن ذات الاستراتيجية التي فعلها جطو قد أسهمت بدورها الكبير في وضع الأسس الحالية لمكافحة الهجرة غير السرية وتقليصها إلى مستويات قياسية.