اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بتطورات المشهد السياسي بعد انفصال "شق" محسن مرزوق عن الحزب الحاكم "نداء تونس"، وتأسيس الرئيس السابق المنصف المرزوقي لحزب جديد، وتطورات الأزمة الاقتصادية في ظل العجز التجاري الذي تعاني منه الجزائر. ففي تونس، أشارت صحيفة (الصباح) إلى أنه في ظل التطورات المتلاحقة التي تشهدها أزمة "نداء تونس" وبعد إعلان شق محسن مرزوق الانفصال عن الحزب الحاكم، أعلن أمس أكثر من 21 نائبا (موالين لمرزوق) عن استقالتهم من الحزب في انتظار انطلاق مسار تأسيسي حواري يومي 9 و10 يناير 2016 للدفاع عن المشروع، الذي سيكون "صمام الأمان لتونس" على حد تعبير بعض النواب المستقيلين. واعتبر المحرر السياسي في صحيفة (المغرب) أن الانفصال بين الشقين اللذين تصارعا حول قيادة الحزب الحاكم "نداء تونس" والإعلان عن ميلاد حزب جديد يقوده رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي تحت مسمى "حراك تونس الإرادة" يعد "منعرجا في المشهد السياسي التونسي"، مشيرا إلى أن هذين الفاعلين السياسيين الجديدين "يريدان، منذ البداية، اللعب في ساحة الكبار والتأثير على المشهد الحزبي والسياسي بصفة عامة (...) غير أن تجسيد هذا التأثير يفرض عليهما تحديات وصعوبات ورهانات كبيرة ...". وفي سياق متصل، كتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير)، في افتتاحية العدد، "قد يرى البعض في ما يجري في بلادنا من تحولات في المشهد السياسي، وولادة بعض الأحزاب وخروج بعضها من رحم بعض، شيئا سلبيا، وقد يكون ذلك صحيحا من بعض الوجوه، ولكن أعتقد أن للأمر وجوه أخرى قد لا تكون لها علاقة بالسلبية أو بالإيجابية، بقدر ما لها علاقة بتطورات طبيعية للمشهد السياسي والحزبي في بلادنا في لحظة فارقة من تاريخ تونس وتحولها الديمقراطي". ومن جهة أخرى، واصلت الصحف التونسية تناولها لموضوع التعديل الحكومي المرتقب والسيناريوهات المحتملة والتشكيلة المنتظرة في سياق أزمة الحزب الحاكم. وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة (الصحافة)، في افتتاحيتها، أنه بغض النظر عن تركيبة الحكومة المرتقبة وعلاقتها بالمشهد الحزبي ومقاييس توزيع الحقائب الوزارية، تبدو تونس اليوم في أمس الحاجة إلى فريق حكومي منسجم سياسيا، ذي أداء مقنع، قادر على إنجاز الإصلاحات الكبرى لإنقاذ البلاد من الأزمة التي تعاني منها منذ أكثر من أربع سنوات. وفي نفس السياق، نقلت صحيفة (الشروق) عن رئيس المكتب السياسي ل"حركة النهضة" نور الدين العرباوي قوله، إن الحزب يؤكد على ضرورة أن تكون هيكلة الحكومة الجديدة وتركيبتها قادرة على إنجاز الإصلاحات. وأشارت صحيفة (الصباح) إلى أن رئيس الحكومة دعا أطراف الحكم إلى "حجب المعلومات" بخصوص التعديل الحكومي خوفا من التشويش. وفي الجزائر، واصلت الصحف المحلية تناول موضوع الأزمة الاقتصادية في ظل العجز التجاري الذي تعاني منه البلاد. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (المحور) أن الميزان التجاري للجزائر سجل عجزا قدره 12,626 مليار دولار خلال الÜ11 شهرا من 2015 مقابل فائض ب 5,452 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2014، مضيفة أن نسبة تغطية الواردات بالصادرات انخفضت بÜ73 في المائة مقابل 110 في المائة خلال فترتي المقارنة. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الشروق) أن الحكومة لجأت إلى توسيع الاعتماد على القروض والتحويلات المالية بنسبة 62.5 بالمائة لتسديد فواتير الواردات خلال شهر نونبر الماضي، في وقت تفاقم عجز الميزان التجاري ليتجاوز كافة الخطوط الحمراء، ويسجل رقم 1.65 مليار دولار خلال شهر نونبر لوحده، تضاف إلى 10.8 مليار دولار إلى غاية أكتوبر الماضي، ليصل عجز الميزان التجاري إلى 12.45 مليار دولار منذ بداية 2015. وأضافت أنه لأول مرة، منذ أزيد من 20 سنة، يبلغ عجز الميزان التجاري خلال شهر نونبر لوحده 1.65 مليار دولار، مقابل فائض قدر بÜ247 مليون دولار، خلال نفس الشهر من السنة الماضية، وهو ما يثبت بالأدلة والأرقام تفاقم الأزمة الاقتصادية، وتنامي تأثير تراجع أسعار النفط على عائدات الجزائر. ومن جانبها، كتبت صحيفة (البلاد) أنه، وسط دوامة المؤشرات السالبة، تتعاظم المخاطر المحيطة بالاقتصاد الوطني الذي يعتمد على مداخيل المحروقات كمصدر وحيد لتمويل الموازنة العامة والمشاريع، فيما تبدو تطورات أسواق النفط الدولية أسرع من مبادرات الحكومة التي تسعى للبحث عن بدائل لتمويل الخزينة، قبل أن تتآكل احتياطات الصرف إلى مستويات دنيا، وعندها لا مناص من العودة إلى براثن "صندوق النقد الدولي" مجددا، وكل ما يحمله ذلك من انعكاسات على سيادة القرار الوطني.