يسابق حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الزمن لتنفيذ قرار المجلس الوطني لتحقيق المصالحة مع الاستقلاليين الذين غادروا الحزب أو جمدت عضويتهم أو تم توقيفهم بعد المؤتمر السادس عشر، وذلك بعقد العديد من الاجتماعات مع قيادات ورموز الحزب. وبعدما عقد شباط لقاء مع المعارض الأول له، عبد الواحد الفاسي، رئيس جمعية لا هوادة للدفاع عن الثوابت، من داخل حزب الميزان، علمت هسبريس أن لقاءين جمعا حميد شباط بكل من محمد بوستة، الأمين العام الأسبق، وعباس الفاسي الأمين العام السابق، وذلك في إطار جهوده لعقد لقاء يوم 11 يناير المقبل لإجراء المصالحة. وبحسب المعطيات التي توفرت لهسبريس، فإن اللقاء الذي جمع قيادة الحزب مع محمد بوستة، والذي عُقد يوم الثلاثاء الماضي ببيته بمدينة الرباط واستمر لأزيد من ساعة من الزمن، كان فرصة لتستمع القيادة الحالية لوصايا الأمين العام الأسبق، في سياق بحث الحزب عن وحدته. مصدر من داخل حزب الاستقلال، تحدث لهسبريس، قال إن بوستة ركز في حديثه على "أهم الهزات التي شهدها الحزب منذ تأسيسه"، معتبرا "ما وقع للحزب مباشرة بعد انتخاب الأمين العام الحالي حميد شباط، بسيط مقارنة مع عاشه في فترات معينة من تاريخه". وفي الوقت الذي أكد فيه بوستة، بحسب مصدر الجريدة، أن "بعض الأشياء أنجزتها القيادة الحالية تعد جيدة"، سجل أن "هناك أخطاء ارتكبت"، داعيا القيادة الحالية إلى العناية بالتراث وقضايا المغاربة والمسلمين. بوستة استدل، يقول مصدر جريدة هسبريس الإلكترونية، على ما وصفها بالأخطاء، "بانسحاب الحزب من الحكومة، الذي كان من الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الحالية، لكونه كانت له تداعيات على المملكة ككل"، مشددا على ضرورة "أن تظل تحالفات الحزب مع الصف الديمقراطي، والأحزاب الوطنية". وبعدما أعلن موافقته على حضور لقاء المصالحة، الذي حدد له موعد 11 يناير، على نهج سلفه علال الفاسي، خاطب بوستة قيادة حزب الميزان الجديدة، والتي حضر أغلبية شبابها، بالقول: "حزب الاستقلال كان دائماً إلى جانب الملك، ويجب أن يظل قائما بهذا الدور"، مسجلا أن "أي أمين للحزب يجب أن يكون مصدرا لوحدته وقوته". من جهة ثانية، عقدت قيادة الحزب، التي ضمت العديد من الوجوه أبرزها حميد شباط وكريم غلاب وعبد القادر الكيحل ومونية غولام وعبد الله البقالي، لقاء مع الأمين العام السابق عباس الفاسي يوم أمس الخميس، حيث شدد الفاسي خلاله على ضرورة "السير في نهج الديمقراطية الداخلية التي اختارها الحزب لأول مرة في تاريخه"، وذلك بحسب مصدر استقلالي.