أقرت الحكومة المغربية على لسان امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، في آخر جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، بقصور الدبلوماسية المغربية الموازية في القارة الإفريقية، رغم كل المكتسبات المحققة، ودعت إلى حضور أكثر لهذه الدبلوماسية داخل إفريقيا. إقرار بوعيدة بضعف الدبلوماسية الموازية والشعبية للمغرب في القارة السمراء خصوصا، والتي ينشط فيها خصوم الوحدة الترابية بشكل مكثف، وافقه إدريس بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، الذي انتقد هذا القصور، بالمقارنة مع ما حققته الدبلوماسية الملكية من نجاحات بإفريقيا. القصور المُسجل في أداء الدبلوماسية الموازية والشعبية للمغرب في القارة الإفريقية، لا ينفي تحقيق بعض المكتسبات بين الفينة والأخرى، ومن ذلك الحضور الكبير والناجع للوفد المغربي الذي شارك مؤخرا في قمة المدن الإفريقية بجوهانسبورغ، "أفريسيتي2015"، إذ ضم ما يناهز 100 رئيس جماعة محلية، تقدمهم منتخبو الأقاليم الجنوبية. ولتحليل عوامل الضعف لدى الدبلوماسية الموازية، بخلاف النجاحات المتميزة للدبلوماسية الملكية في القارة السمراء، اتصلت هسبريس بالدكتور سعيد الصديقي، الخبير في العلاقات الدولية، الذي قال إن الدبلوماسية الموازية المغربية تظل قاصرة عن مواكبة حجم التحديات التي تواجه الدبلوماسية المغربية الرسمية. ولاحظ الصديقي أن "نشاط هذه الدبلوماسية الموازية غير متوازن من حيث التوزيع الجغرافي، حيث ينصب بشكل أساسي في القارة الأوربية، وأما في الساحة الإفريقية فهو نشاط ضعيف جدا، إضافة إلى ارتكابها لبعض الأخطاء أحيانا بسبب عدم كفاءة الهيئات التي تشارك فيها، وعدم قدرتها على إبداع أساليب فعالية للتواصل والتأثير". ومن العوامل الأخرى التي تضعف من مساهمة الدبلوماسية الموازية المغربية، يردف المحلل ذاته، "قلة الموارد المتاحة للجمعيات المدنية المهتمة بهذا الجانب، وعدم استقلالية الكثير من هذه الجمعيات التي يظل خطابها رجع صدى للخطاب الرسمي، مما يقلل من فرص تأثيرها". الصديقي يضيف أن الدبلوماسية الشعبية للمغرب تجاه شعوب القارة الإفريقية، خاصة جنوب الصحراء، التي تهدف إلى التواصل مع المتلقي الأجنبي من خلال وسائل الإعلام والتواصل المختلفة قصد إقناعه وإخباره والتأثير عليه، "تظل شبه غائبة، ما يؤدي إلى سوء فهم الشعوب الإفريقية للقضايا المغربية، ولاسيما قضية الصحراء". وذهب المتحدث إلى أن تكامل الدبلوماسيتين الموازية والشعبية مع الدبلوماسية الرسمية التقليدية أمر مهم جدا لتعزيز نفوذ المغرب، وتنمية مصالحه في القارة الإفريقية، و"هذا يستدعي تفعيلا أكثر لمديرية الدبلوماسية العامة والفاعلين غير الحكوميين التابعة لوزارة الخارجية". الصديقي دعا الجهات المعنية إلى "تنسيق أنشطة الدبلوماسية الموازية، وتقديم الدعم الكافي للجمعيات المدنية التي تنشط في هذا المجال، وأيضا بعض المؤسسات العامة الفرعية، مثل الجماعات المحلية ومجالس الجهات والجامعات، لتقوم بهذا الدور الدبلوماسي الحيوي"، بحسب تخليل الخبير في العلاقات الدولية.