لم يكن منح جائزة "النساء الافريقيات الرائدات" من طرف جمعية "ثق في إفريقيا" (بيليف إن افريكا)، لكاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري السيدة امباركة بوعيدة، محض صدفة أو مجرد مجاملة من مسؤولي هذه الجمعية القارية، بل جاء ثمرة نضال مستميت من أجل إفريقيا قوية وكذا الدفاع عن القضايا التي تهم النساء الإفريقيات على وجه الخصوص. كما أن هذا التتويج الذي حظيت به السيدة بوعيدة، خلال حفل أقيم على هامش أشغال المؤتمر الدولي حول "النساء والفلاحة في إفريقيا" الذي انعقد بمراكش يومي 12 و 13 شتنبر الجاري، جاء كتتويج لمسيرة حافلة بالعطاءات على الصعيد الوطني و الافريقي و الدولي، لينضاف بذلك إلى العديد من المحطات المشرقة في مسارها المتميز إن على المستوى المهام الرسمية التي أنيطت بها أو على درب نضالها على العديد من الواجهات وخاصة تلك المرتبطة بالمرأة.. إن منح جائزة "النساء الافريقيات الرائدات" لكاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري السيدة امباركة بوعيدة، هو اعتراف لما قدمته إحدى الأطر النسائية المغربية من أجل القارة السمراء وللمرأة الافريقية على الخصوص من اجل النهوض بأوضاعها والدفاع عن حقوقها وكذا الجهود التي تقوم بها السيدة بوعيدة، إلى جانب رفيقاتها في الدرب، لأجل إيجاد حلول للمشاكل التي تعترض النساء في القارة الافريقية على الخصوص وعلى المستوى الدولي بشكل عام.. إن تتويج السيدة بوعيدة، خلال مؤتمر شارك فيه حوالي 500 محاضر، يمثلون مسؤولين من مستوى رفيع، وشخصيات نسائية مرموقة وشخصيات من عالم المال والأعمال، وخبراء دوليين وفاعلين من المجتمع المدني، يعد شرفا للمغرب وللمرأة المغربية ولنساء أقاليمنا الجنوبية اللائي اخترن النضال السياسي والمدني للمساهمة في تنمية المنطقة والدفاع عن وحدة المغرب الترابية ضد بعض المغرر بهم الذين انجروا وراء الاطروحة الانفصالية.. وقد وُفقت السيدة بوعيدة في العديد من المهام المنوطة بها، كما أن ديناميتها ونشاطها الفعال داخل حزب التجمع الوطني للاحرار، أهلها لكي تضطلع بالعديد من المسؤوليات، كان آخرها تعيينها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس كاتبة للدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مكلفة بالصيد البحري، ضمن حكومة سعد الدين العثماني. بوعيدة حاصلة على ماستر في إدارة الأعمال من جامعة هول ببريطانيا، وماستر في التواصل من جامعة تولوز ودبلوم المدرسة العليا للتدبير بالدارالبيضاء. وانتخبت امباركة بوعيدة، التي ازدادت سنة 1975 ب"القصابي" بالقرب من مدينة كلميم، للمرة الأولى نائبة بمجلس النواب سنة 2007، كما انتخبت عضوا بالمكتب السياسي للتجمع الوطني للاحرار، وشاركت في رئاسة اللجنة البرلمانية المختلطة بين المغرب والاتحاد الأوربي منذ إحداثها في ماي 2010 قبل أن تترأس في نفس السنة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب. وشغلت السيدة بوعيدة، خلال سنتي 2008-2009، مهام نائبة رئيس لجنة المالية والشؤون الاقتصادية ومقررة اللجنة ذاتها لقانون المالية لسنة 2009. وفي يونيو من نفس السنة انتخبت عضوا بمجلس مدينة الدارالبيضاء الكبرى. أما على الصعيد الدولي، فقد اختيرت بوعيدة ضمن قائمة " القادة العالميين الشباب" للمنتدى الاقتصادي العالمي سنة 2012. وتشغل منذ شتنبر 2011 منصب نائبة رئيس منتدى البرلمانيين الدوليين من أجل الديمقراطية، كما أنها عضو بمركز شمال جنوب لمجلس أوربا، وبتحالف الحضارات للأمم المتحدة، وعضو برابطة ميونيخ للشباب منذ المؤتمر الدولي لميونخ حول الأمن. وفي 10 اكتوبر 2013 عين جلالة الملك السيدة امباركة بوعيدة وزيرة منتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة عبد الاله بنكيران، كما أعيد تعيينها في حكومة سعد الدين العثماني ككاتبة للدولة مكلفة بالصيد البحري.