"السيدة الصامتة" التي كانت تشتغل بهدوء، آثرت كذلك الرحيل بهدوء، فشكل رحيل المستشارة الوحيدة في الديوان الملكي وأول امرأة تعيَّن مستشارة ملكية في تاريخ المغرب، صدمة للجميع واعتبر خسارة فادحة للوطن ولعائلتها وأقاربها. عائشة الشنا، كانت شديدة التأثر بوفاة المستشارة الملكية، زليخة نصري، مؤكدة أن وفاتها "خسارة كبيرة للمغرب، خاصة بعد وفاة الأديبة وعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي". وقالت الناشطة الجمعوية المغربية، ورئيسة جمعية التضامن النسائي، في تصريح لجريدة هسبريس، إنها حزينة جدا، لافتة إلى أنها كانت مقربة منها جدا، خاصة في فترة اشتغالها كاتبة للدولة بوزارة الشؤون الاجتماعية المكلفة بالتعاون الوطني، على عهد عبد اللطيف الفيلالي. وأوضحت الشنا أن نصري، رحمها الله، كانت "أول مبادِرة لدعوة جمعيات المجتمع المدني المغربية من أجل التشاور والمشاركة في تقديم المقترحات ووضع السياسات الخاصة بالقطاع"، متابعة بالقول: "تركت وراءها تاريخا حافلا بالإنجازات والعطاء، وستبقى ذكراها خالدة في المغرب بفضل خدماتها في جميع المناصب التي تقلدتها منذ عهد الحسن الثاني". من جهتها، اعتبرت أمينة بوعياش، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان السابقة، أن المغرب فقد امرأة "ذات تجربة عالية في المجال الإنساني والتضامني، والتي تعرف تدبير مسارات معقدة وشائكة في مجالات مغلقة كالسجون مثلا"، وهي التي كانت تتولى بصفة أساسية الإشراف على مؤسستي "محمد الخامس للتضامن"، و"مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء"، وهما مؤسستان تشرفان على جميع الأعمال الخيرية، وتنفيذ برامج "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية". الناشطة الحقوقية، التي كانت حاضرة في عزاء الراحلة، أبرزت أن "زليخة نصري كانت لها تجربة رائدة في محاولة إعادة إدماج السجناء واستثمار بوابات التنمية والتضامن من أجل خلق علاقات اجتماعية والخروج من تدبير الغضب إلى تدبير الاندماج"، مؤكدة أن زليخة نجحت من موقعها وتجربتها ومكانتها في أن تكون سيدة ذات فعالية على الرغم من كونها إنسانة صامتة. وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السابقة، نزهة الصقلي، قالت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "المغرب ككل والمجتمع المدني رزئ في سيدة لامعة ومتألقة وذات كفاءة عالية وروح اجتماعية"، معتبرة أنها لعبت دورا أساسيا في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى جانب جل الأوراش الاجتماعية برفقة الملك محمد السادس. وأشارت النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية إلى أن "الراحلة لعبت دورا جوهريا في إخراج ورش إصلاح مدونة الأسرة"، وكانت صلة وصل مع المجتمع المدني، "رحمها الله، كانت امرأة دولة بامتياز ووهبت حياتها لخدمة الوطن وكانت تشتغل في الظل"، تقول الصقلي.