"أنتم أول مغاربة تطأ أقدامهم جزيرة بليتونغ"، هكذا تحدث عمدة أشهر جزيرة سياحية في أندونيسيا، الواقعة في شرق جزيرة "سومطرة" سادس جزر العالم مساحة، صلاح ساهاني، الذي خصص للوفد المغربي استقبالا رسميا في مطار الجزيرة، هناك حيث حركة المسافرين لا تتوقف طيلة اليوم، فيما استغرقت الرحلة على متن الطائرة 45 دقيقة، من العاصمة جاكارتا. في جزيرة بليتونغ، "Belitung"، يمكنك أن تكتشف أربعة أشياء تميزها عن باقي المناطق في البلد الآسيوي: هدوء الليل، وصخور الغرانيت المنتصبة وسط البحر، والشواطئ ذات الرمال البيضاء، وأطباق السمك الطري؛ في وقت لا تكل العين من الاستمتاع ببحرها الأزرق الصافي ذي نسبة منخفضة من الملوحة، ما يجعل من الجزيرة "جنة زرقاء" فوق الأرض، يقصدها الأندونيسيون من مناطق بعيدة، كما السياح الأجانب من بقاع العالم. تحيط ببليتونغ جزر رقراقة غير مأهولة تميزها كثافة الأشجار، لا يقصدها الناس سوى لأغراض سياحية، يمكن الوصول إليها عبر قوارب شراعية أعدادها كافية للقاصدين الذين يركبون مغامرتها لمتعة السباحة في شواطئها وممارسة رياضة الغوص، حيث الاستمتاع برؤية عمق البحر ومختلف أنواع الأسماك ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة، فيما تنتصب على طول الطريق البحرية صخور الغرانيت ذات المناظر الخلابة. وسط إحدى تلك الجزر المترامية على مساحات متقاربة من بليتونغ، ترتفع منارة على طول يزيد عن 70 مترا، بناها المستعمر الهولندي عام 1888، إذ يمكنك الصعود فوقها عبر سلالم حديدية للاستمتاع بمنظر بانورامي جذاب للجزيرة بأكملها، بما فيها منظر البحر الأرزق والرمال البيضاء الممتدة مثل بساط ساحر يحوي مياه الشواطئ. يصر عمدة الجزيرة، صلاح ساهاني، الذي استقبلنا داخل بيته الفسيح وسط الجزيرة، على أن زيارة خاطفة لأربعة أيام غير كافية للاطلاع على "كنوز الجزيرة" الطبيعية، لكنه توقف في اللقاء عند معطيات واقعية تشير إلى أن بليتونغ، الواقعة في جنوب شرق آسيا وتضم فوق ترابها قرابة 300 ألف نسمة غالبيتهم من الأصول المالاوية المسلمة الواسعة الانتشار في أندونيسيا وماليزيا، تعد أكبر المراكز العالمية لإنتاج القصدير. ثروات الجزيرة الطبيعية تهم أيضا الفلفل الأسود، أو الإبزار، الذي يعد منتجها الرئيسي مع زراعة فاكهة "أبوشوك". إلى جانب ذلك، يبقى أهم مورد اقتصادي للجزيرة نشاطها السياحي المستمر على طول العام، حيث يقول المسؤول الإندونيسي إن عدد السياح سنويا انتقل من 80 ألفا عام 2011 إلى 130 ألفا عام 2013.