تعتبر مواقع البراكين من المقاصد السياحية، التي تشهد إقبالا كبيرا من السياح، لما تزخر به من مخاريط بديعة وأخاديد عميقة وحمم فقاعية كبيرة، إلا أن مثل هذه الوجهات السياحية المثيرة لا تخلو من المخاطر. وتجمع مواقع البراكين بين التهديد وروعة المناظر الطبيعية؛ حيث إنها تتيح للسياح فرصة الاستمتاع بمناظر طبيعية استثنائية، أو أنها تتسبب في شلل حركة الطيران وتغطي المناظر الطبيعية بالرماد، فضلا عن تدمير القرى وتغطية المناطق القريبة منها بالحمم البركانية، التي تقضي على أي مظهر من مظاهر الحياة. 1500 بركان نشط ويوجد حاليا حوالي 1500 بركان نشط في جميع أنحاء العالم، ومن خلال التوسع في حركة السياحة العالمية، فقد يزداد خطر تعرض السياح لثورة البراكين. وتزخر منطقة المحيط الهادي بحوالي 450 من البراكين النشطة، أو ما يعرف باسم منطقة الطوق الناري، ويوجد في إندونيسيا وحدها 127 بركان نشط. وقد أدت ثورة بركان ميرابي خلال 2010 في إندونيسيا إلى تصاعد الغيوم البركانية إلى ما يصل إلى 18 كلم في السماء، وقد تم إخلاء المنطقة المحيطة بالبركان قبل أيام من ثورته، وهو ما أنقذ أرواح الآلاف من السكان؛ نظرا لأن ثورة البركان كانت خطيرة للغاية. كما تسببت ثورة بركان "جونوج أجونج" في حدوث غيوم كبيرة وأن يظل آلاف السياح عالقين في جزيرة بالي الأندونيسية، وتم إغلاق المطار الدولي في الجزيرة، كما طالبت شركات السياحة العالمية من عملائها تغيير وجهتهم السياحية أو إلغاء الحجوزات، وقد أفسدت ثورة البركان خطط السفر للكثير من السياح في الجزيرة الأندونيسية، التي وصلوا إليها لمشاهدة روعة شواطئها الرملية في عام 2017. أوروبا وأمريكا ولا تقتصر أخطار البراكين على آسيا فحسب، ولكن توجد بعض البراكين في أوروبا في جزيرة صقلية، حيث شهد كانون أول/ديسمبر 2018 حدوث العديد من الثورات والزلازل الصغيرة، وفي نفس الوقت يجذب هذا البركان العديد من السياح؛ حيث يمكن تنظيم جولات سياحية بالحافلات من الفنادق القريبة، وفي حالة ثورات البركان، فإن العلماء يقومون بإبلاغ السياح وإبعادهم عن منطقة الخطر، غير أن السياح عادة ما يرغبون في مشاهدة نوافير الحمم البركانية ليلا. ويعد بركان كيلوا في هاواي واحدا من أنشط البراكين في العالم، وقد أحدث ثورته في تدفق الحمم البركانية وإلحاق الأضرار الجسيمة بالجزيرة الكبيرة "بيج آيلاند" في المحيط الهادئ. وفي واقع الأمر فإن تعرض السياح للخطر بسبب ثورة البراكين يعتبر ضئيلا نسبيا مقارنة بالأخطار الأخرى؛ حيث غالبا ما يتم التهوين من المخاطر الأخرى من الارتفاعات والطقس السيء، وينطبق ذلك على بركان تيد في جزيرة تينيريفي، والذي يقع على ارتفاع يزيد عن 3700 مترا. وقد تسببت ثورة بركان "إيافيالايوكل" في أيسلندا خلال عام 2010 في شلل حركة الطيران في شمال ووسط أوروبا لعدة أيام، ومع ذلك لا يزال هذا البركان من الوجهات السياحية الشهيرة في أيسلندا. وتعتبر مواقع البراكين من الوجهات السياحية الشهيرة خارج أوروبا أيضا، وهو ما ينطبق بصورة خاصة على أمريكا الوسطى والجنوبية؛ حيث تصطف البراكين في جبال الإنديز على ارتفاع يتراوح بين 5000 و 6000 متر فوق مستوى سطح البحر؛ حيث يبلغ ارتفاع بركان تشاتشاني في بيرو أكثر من 6000 متر. كما يوجد في شيلي وحدها حوالي 80 بركان نشط. *د.ب.أ