كشف مؤشر المخاطر المناخية لعام 2016 أن خطر تهديد الكوارث الطبيعية سيتضاعف في المغرب خلال السنوات المقبلة. المؤشر الذي تعده مؤسسة "جيرمان ووتش" الألمانية، التي تعنى بشؤون المناخ، أشار إلى أن "المملكة ليست بمأمن من وقوع تسونامي في السنوات المقبلة"، مؤكدا أن "الساحل الغربي لا يزال هشا، لاسيما في جهة الدارالبيضاء الكبرى، كما أن البلاد تواجه خطر الزلازل وانجراف التربة والفياضانات". أما عن الخسائر التي تكبدها المغرب نتيجة الكوارث الطبيعية فقد قدرها المؤشر الدولي بما يفوق 97 مليون دولا في الفترة الممتدة ما بين 1995 و2014. وأكد علي شرود، الخبير في المناخ، ما جاء في التقرير قائلا إن "الكوارث الطبيعية التي من الممكن أن يعرفها المغرب خلال السنوات المقبلة أكثر حدة مما عرفه في السنوات الماضية"، معللا ذلك بكون "المنطقة تشهد اليوم ارتفاعا مفرطا في درجة الحرارة؛ وهو ما يؤدي إلى تساقطات سريعة في وقت وجيز". وشرح الأستاذ بجامعة مولاي إسماعيل، المتخصص في "جيودينامكية الأرض والبيئة"، أن "التغيرات المناخية الحالية ستنتج عنها فيضانات كبيرة مما يشكل خطورة كاملة"، مضيفا: "الأرض حينما تتشبع بقدر كاف من الحرارة والرطوبة لا تسمح بتسرب المياه إلى الفرشاة المائية؛ وهو ما يؤدي إلى السيلان على الواجهة". وأوضح الخبير أن المغرب يشهد حاليا ضغطا جويا سيستمر إلى نهاية شهر دجنبر الجاري، منبها إلى أنه إذا ما تلته تساقطات سريعة "فمن الأكيد أن الأمر سيؤدي إلى كوارث طبيعية"، على حد قوله. ولم يستبعد شرود أن تواجه المملكة خطر "تسونامي"، قائلا إن الأخير ينتج عن الزلازل التي تضرب على مستوى البحر، منبها إلى أن "هذا النوع من الزلازل نشيط جدا على مستوى منطقة الريف". وعلى الصعيد العالمي، ذكر مؤشر المؤسسة الألمانية أنه في الفترة الممتدة ما بين 1994 و2014 وقعت أكثر من 15 ألف كارثة طبيعية، وكانت لها تأثيرات سلبية مباشرة على أكثر من 530 ألف شخص؛ فيما بلغت الخسائر المادية 2.2 ترليون دولار، منبها إلى أن التأثيرات من هذا النوع تكون أقوى على البلدان الفقيرة والهشة.