بمناسبة قمة المناخ التي انعقدت في الأممالمتحدة في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، نشرت مجلة جون أفريك، قائمة الأماكن ال 15 الأكثر تهديدا بالتغيرات المناخية في إفريقيا، بينها منطقتان بالمغرب. وكتبت المجلة الفرنسية أن تلك المناطق الإفريقية ال 15 ستعاني في السنوات المقبلة من خسائر تقدر بمليارات الدولارات. وغالبية هذه الكوارث هي الزلازل، انجراف التربة، والفيضانات الساحلية، والتسونامي ونقص المياه. وأشارت المجلة الى أن منطقتين مكتظتين بالسكان في المغرب معرضتان للكوارث الطبيعية، وهما منطقة الساحل الغربي للمملكة، بما فيها مدينة الدارالبيضاءوالرباط، حيث يمكن أن تتعرض المدينة الاقتصادية للمملكة لموجات المد وفيضانات البحر، كما أن أحياء عين السبع، وشارع الجيش الملكي، وكورنيش الدارالبيضاء، ومارينا الدارالبيضاء، ومنطقة سيدي عبد الرحمان قد تتعرض للاندثار بسبب تلك الكوارث الطبيعية. وكتبت المجلة أن مدينة الرباط هي الأخرى ستعاني كارثة الاحتباس الحراري، ما سيعرض وادي أبي رقراق إلى المخاطر الطبيعية مثل المخاطر الزلزالية، وعدم استقرار التربة والفيضانات، والفيضانات الساحلية. وفي غشت الماضي، كشفت دراسة بريطانية أن مدينة الدارالبيضاء ضمن 9 مدن ساحلية في العالم مهددة بكوارث طبيعية، بفعل التغيرات المناخية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، والأكثر عرضة لفيضانات مدمرة في المائة عام المقبلة. واستندت نتائج هذه الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ليدز ومولتها الحكومة الهولندية، الى طريقة جديدة لحساب التعرض للفيضانات أو موجات توسنامي، من خلال استخدام مؤشر لتحليل التعرض للفيضانات على تسع مدن بنيت على دلتا الأنهار من بينها الدارالبيضاء، وبينت أنها مشيدة على نهر نائم هو واد بوسكورة المخترق لجوفها. وسبق أن أكدت مجموعة من المؤشرات والدراسات التاريخية والعلمية، أن المغرب ليس بمنأى عن التعرض لخطر المد البحري، فضلا عن تسجيل كثافة سكانية عالية على طول السواحل، حيث يشكل عاملا يزيد من خطورة الآثار المدمرة التي قد تنجم عن التعرض لمثل هذا المد البحري. وعمد المغرب إلى مواجهة الكوارث الطبيعية، عبر الانخراط في الجهود الرامية إلى المساهمة في إقامة نظام للإنذار المبكر بأمواج التسونامي، بشكل يمكنه من قطع أشواط مهمة في إقامة نظام وطني للرصد والإنذار. ويتم إقامة نظام للإنذار المبكر بأمواج التسونامي في المغرب بالتنسيق مع النظام العالمي للإنذار بأمواج التسونامي، ومع الدول الرائدة في هذا المجال، ما سيمكن المركز من التوصل في الوقت المطلوب بالمعطيات المتعلقة بالزلازل ومستوى البحر بالمنطقة. ويعمل المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمملكة حاليا على توسيع الشبكة الوطنية لرصد الزلازل، من خلال إنشاء محطات جديدة، وتجهيزها بمعدات رقمية من الجيل الجديد، وذلك بتنسيق تام مع مراكز إقليمية ودولية قصد رصد حركة الزلازل في المحيطات، التي يمكن أن ينجم عنها حدوث موجات تسونامي.