استأثر باهتمام الصحف التونسية، اليوم الجمعة، التغيير الحكومي المرتقب، فيما واصلت الصحف الموريتانية الحديث عن الحوار السياسي المتعثر في البلاد. ففي تونس، خصصت صحيفة (المغرب) مساحة للتغيير الحكومي الذي سبق أن أعلنه رئيس الحكومة الحبيب الصيد، مشيرة إلى أن تعديلات ستطرأ في وزارات السيادة وأن حزب (النهضة) سيكون أبرز المستفيدين. وكتبت تحت عنوان "الحبيب الصيد وإعادة هيكلة الحكومة.. شطرنج أم هندسة معمارية¿"، أن حديث رئيس الحكومة على منبر مجلس نواب الشعب بأنه سيعيد هيكلة الحكومة، فتح الباب على مصراعيه أمام كل أنواع التأويل والتسريب، وأولها المغزى الحقيقي من تغيير الهندسة المعمارية للحكومة أثناء هذه المدة النيابية. وقالت إن نوايا رئيس الحكومة تبدو واضحة حيث يرغب في ضرب عدة عصافير بحجر واحد، منها "التخلص من بعض الوزراء أو كتاب الدولة بحكم انتفاء هذه الحقائب أو المهام في الحكومة الجديدة، وإقحام أعضاء جدد في حكومته من حركة النهضة التي بدت وكأنها المساند الرسمي لعمل السلطة التنفيذية، وإشعار الجميع بأن ساكن القصبة (حيث مقر الحكومة) يبقى صاحب الحل والعقد في العمل الحكومي". وحسب الصحيفة، فإن هناك تحديين أساسيين أمام الحكومة يتمثلان في "إحكام السيطرة الأمنية في محاربة الإرهاب وترفيع نسق الإنجاز التنموي"، متوقعة تقسيم وزارة الداخلية بشكلها الحالي إلى وزارتين الأولى أمنية صرفة والثانية تتعلق بالسلطة المحلية في علاقة بالتنمية الجهوية. ومن جهتها، أكدت جريدة (الصحافة) أن رئيس الحكومة سيبقي في فريقه المقبل، الذي سيعلن عنه بعد الانتهاء من مناقشة مشروع قانون المالية 2016 ومن تقييم أداء الوزراء الحاليين، على أعضاء حكومته المرضي عن أدائهم كليا مع إمكانية تغيير في الحقائب. وتساءلت إن كانت الحكومة المقبلة قادرة على تنفيذ البرنامج الثلاثي (التنمية ومكافحة الفساد ودعم حقوق الإنسان)، في ظل الضغوطات المسلطة عليها من جميع الجهات تقريبا (رئيس الجمهورية، ومجلس الوزراء، والائتلاف الحاكم، وانتظارات المواطنين)، مشيرة إلى أن حرب المحاصصة بين الرباعي المشكل للائتلاف الحاكم (النداء والنهضة وآفاق والوطني الحر) ستشتد من جديد، حيث سيعمل كل حزب على المحافظة على نصيبه من الحكومة وإن في مواقع أخرى. ومن جهة أخرى، تطرقت صحف إلى الصراع الداخلي في بيت (نداء تونس) الذي يقود الأغلبية الحكومية والسباق ضد الساعة لاحتوائه، حيث كشفت الصحافة عن لقاء بين رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، الذي هو مؤسس هذا الحزب ومحسن مرزوق أمينه العام، أمس الأول الأربعاء، وحرص الطرفين على عدم الإعلان عنه. وأوضحت أن اللقاء بين الرجلين خصص لمسألة وحيدة وهي أزمة (نداء تونس) وكيفية الخروج منها، ناقلة عن مرزوق أن اللقاء كان "إيجابيا وتعلق بحديث صريح عما يحدث في الحزب وفي البلاد ككل"، وفق تسريب لصحيفة (المغرب). وفي موريتانيا، تناولت الصحف الاجتماع التشاوري الأول بين الحكومة والأغلبية الداعمة لها ومنتدى المعارضة في أفق تنظيم حوار سياسي شامل. وهكذا، أشارت الصحف إلى رفض أحزاب تكتل القوى الديمقراطية وطلائع التغيير والاتحاد الوطني للتناوب الديمقراطي الاجتماع مع بقية أحزاب القطب السياسي للمنتدى لمناقشة ما أفضى إليه الاجتماع التشاوري الأول مع ممثلي الحكومة والأغلبية الداعمة لها. وذكرت بأن القطب السياسي كان قد وجه دعوة لهذه الأحزاب لحضور اجتماع، أمس الخميس، قصد دراسة نتائج اللقاء الذي تم بين الرئيس الدوري للمنتدى ووفد من الحكومة والأغلبية يقوده الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية. وقالت هذه الصحف إن الأحزاب الثلاثة "الممانعة" جددت التأكيد على أن الاجتماع الذي عقده ممثلون عن 10 أحزاب من المنتدى مع وفد الحكومة وأحزاب الأغلبية، "لا يمثل ولا يلزم المنتدى". كما تطرقت الصحف للندوة الصحفية التي عقدتها وزيرة الشباب والرياضة ورئيس الجامعة الموريتانية لكرة القدم حول ما راج من شائعات مفادها بأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو من أمر بتوقيف مباراة الكأس الممتازة في كرة القدم التي جمعت، السبت الماضي بملعب نواذيبو (470 كلم عن نواكشوط) بين فريقي تفرع زينة (حامل لقب البطولة) ولكصر (الحائز على الكأس) قبل نهائيتها القانونية. وأشارت إلى نفي الوزيرة ورئيس الجامعة نفيا قاطعا بأن لا دخل لا من قريب ولا من بعيد للرئيس ولد عبد العزيز في ما حدث، مؤكدين أن الجامعة هي من اتخذ قرار تقليص زمن المباراة والاحتكام للضربات الترجيحية باتفاق مع الفريقين المتباريين بفعل قرب نزول الظلام لكون الملعب لا يتوفر على الإنارة. وعلى صعيد آخر، توقفت الصحف الموريتانية عند مشاركة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي في جوهانسبورغ، وانتخاب موريتانيا عضوا في المكتب التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي.