ألغى حزب نداء تونس القائد للائتلاف الحكومي، اجتماع هيئته التأسيسية، نهاية الأسبوع المنصرم، بمدينة الحمامات، على خلفية أحداث عنف وفوضى في مقر الاجتماع. وجاء في بيان، لأعضاء المكتب التنفيذي للحزب "هذا الهجوم والاعتداء الفاشي، من قبل ميليشيات غريبة عن الحزب، هدفها الوحيد هو منع انعقاد هذا الاجتماع، بإيعاز من بعض قياديي الحزب، الذين قرروا السطو على هياكله والانقلاب عليه". وأضاف البيان أن الأعضاء "يحمّلون مسؤولية ما يحصل من أعمال همجية واعتداء على الممتلكات والأشخاص، لحافظ قائد السبسي، نائب رئيس الحزب، ولرضا بالحاج عضو المكتب السياسي ومدير ديوان رئيس الجمهورية، وبقية مسؤولي الحزب الموالين لهما". وكانت أعمال العنف قد اندلعت، بين مجموعة تابعة للأمين العام محسن مرزوق، ومجموعة ثانية محسوبة على نائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي، على إثر منع بعض منتسبي التنسيقيات الجهوية والمحلية للحزب، من المحسوبين على حافظ قليد السبسي من حضور الاجتماع. وكان من المقرر أن يعقد الحزب الحائز على الأغلبية البرلمانية في تونس (86 مقعدا) هيئته التأسيسية، لتحديد موعد مؤتمره التأسيسي الأول. وتعليقا على الفوضى التي شهدها اجتماع المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس قال ناجي جلول وزير التربية الحالي والقيادي بالنداء "ما حصل أمر مؤسف وليس كارثيا، الحزب مازال في مرحلة البناء التي تكون عادة عسيرة". وأفاد جلول في تصريحات صحفية أمس، "نداء تونس حزب كبير ولن ينقسم، وأنا أعد بأن نداء تونس سيكسب الانتخابات القادمة وسيكون أقوى، ولن يتحصل فقط على 86 مقعدا بل سيحصد ما يزيد عن المئة ومن يراهن على انقسام نداء تونس مازال يحلم". وتشهد حركة نداء تونس صراعات داخلية بين شق محسوب على الأمين العام للحركة محسن مرزوق، و شق موال لنائب رئيس الحركة ونجل رئيس الجمهورية، حافظ قائد السبسي. في هذا الصدد، يرجع متابعون هذه الصراعات التي ظهرت للعلن، عقب تشكيل الحكومة التونسية، إلى عدد من الأسباب أهمها تحديد هوية الحزب، والتحالف مع حركة النهضة الإسلامية.