اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الخميس، بالوضع داخل حزب (نداء تونس)، وفضائح الفساد المنتشرة في الجزائر، والحوار المرتقب بين الحكومة والأغلبية في موريتانيا. ففي تونس، تناولت الصحف في جديد الوضع داخل (نداء تونس) في ضوء اتفاق المكتب السياسي للحزب،أمس ، على تعيين القيادي محسن مرزوق، أمينا عاما جديدا له خلفا للطيب البكوش الذي يشغل حاليا منصب وزير الشؤون الخارجية في حكومة الحبيب الصيد، وعلى تعيين كل من فوزي اللومي وحافظ قائد السبسي والطيب البكوش نوابا لمحمد الناصر رئيس الحزب بالنيابة. وتساءلت صحيفة (الصباح) عما إذا كانت إعادة توزيع المسؤوليات داخل (نداء تونس) "خطوة لتجاوز الأزمات وطي صفحة الخلافات"، ناقلة عن المدير التنفيذي للحزب بوجمعة الرميلي قوله إن من شأن هذه الخطوة أن تعمل على "تفعيل أكثر لدور الحزب في الشأن السياسي ومتابعة العمل الحكومي وتنشيط الهياكل والإعداد لمؤتمره". واعتبر أن هذه الخطوة "إيجابية" لتجاوز الأزمات وطي صفحة الخلافات التي عاش على وقعها (النداء) على مدى الأشهر الماضية. وقالت صحيفة (الصريح) إنه كان هناك إجماع من كل أعضاء المكتب السياسي على تعيين محسن مرزوق أمينا عاما للحزب لكونه "قادرا على قيادة المرحلة وتحقيق التفاهم والتوافق بين كل التيارات داخل حركة نداء تونس". وأثنت صحيفة (الشروق) على الماضي السياسي لمحسن مرزوق "كقيادي يساري سابق في تيار الديمقراطيين بالجامعة وأبرز قيادييه مع الشهيد شكري بلعيد"، مشيرة إلى أن ذلك أهله ليكون "رقما مهما في المعادلة السياسية في البلاد" وتحديدا من خلال حزب (نداء تونس) الذي سيولد فيما بعد، ليتوج مساره باختياره مديرا للحملة الرئاسية للباجي قائد السبسي (رئيس الجمهورية). وتابعت أن مرزوق "لا أحد يملك ما يملكه من قيادات الحزب، كمتمرس بالفعل الميداني وله قدرة على الإقناع وحضور يفتقده أغلب قيادات النداء بعد الباجي قايد السبسي"، ذاهبة إلى أبعد من ذلك بقولها أن كل المؤشرات تؤكد أن الأمانة العامة بالنسبة له "ليست أكثر من مرحلة وعينه ربما على القصبة (رئاسة الحكومة) أو قرطاج (رئاسة الجمهورية)". وكتبت صحيفة (المغرب) أن إعادة ترتيب البيت الداخلي فيه ما هو مراعاة للجوانب الداخلية، ومنها ما هو استراتيجي يقصد به استعادة حزب (نداء تونس) لموقعه الطبيعي في ريادة الحياة السياسية في تونس "بعد أن فقده نتيجة انغماسه في أزماته الداخلية المتعددة". وفي الجزائر، توقفت الصحف عند فضائح الفساد المنتشرة في البلاد، منها ما هو معروض حاليا على القضاء على غرار قضية (مجموعة الخليفة). وأوردت صحيفة (الخبر) أن نتائج سبر آراء، أجرته مؤخرا، كشف أن الأغلبية الساحقة لا تنتظر أن تكشف محاكمة الخليفة الجارية حاليا كل الحقيقة حول على ما اصطلح تسميته بÜ"فضيحة القرن"، مفيدة بأن عملية الاستطلاع هاته شارك فيها 3901 قارئا اعتبر 3551 منهم ، أي 91 في المائة، أن المحاكمة لن تكشف كل الحقيقة، فيما قال 351 منهم فقط، أي 9 في المائة، أن استجواب كل متهمي القضية البالغ عددهم 76 متهما سيكشف كل الحقيقة حول الفضيحة. ونقلت صحيفة (البلاد) قراءها إلى دواليب المحكمة، مشيرة إلى أن قضية (بنك الخليفة) "لم تخرج ما في جعبتها من أسرار لم تكن لتكشف إلا بحضور الغولدن بوي (عبد المومن خليفة). وهذه الأسرار وضعت القاضي رئيس محكمة الجنايات في حيرة كبيرة لأن كل المتهمين، منذ بداية المحاكمة، صوروا خليفة في صورة المحب لوطنه و الممثل والدبلوماسي الذي جمل صورة الجزائر بعد خروجها من سنوات الجمر". ونشرت صحيفة (المحور اليومي) تصريحات لرئيس (جبهة التغيøير) عبد المجيد مناصرة شكك من خلالها في صدقية محاكمات الفساد التي تناقش حاليا بمحاكم الجزائر، حيث رآى فيها "وسيلة للتبرئة، يتم من خلالها البحث عن كبش فداء وتبرئة المتهم الحقيقي". وأعربت صحيفة (لواسور) عن الأسف لكونه لم يتم لحد الآن كشف الحقائق الكبرى، معتبرة أن القضايا المعروضة "أفرغت من معانيها"، على اعتبار أنه "لا قضية الطريق السيار شرق/غرب ولا قضية (سوناطراك) ولا قضية الخليفة، مكنت من كشف خيوط علاقتها بما هو سياسي". وأبرزت أن هذه القضايا تخفي وراءها الرغبة في إنهائها بأقصى سرعة ممكنة ولو على حساب الحقيقة. وعن أحد فصول محاكمة خليفة، أوردت صحيفة (الشروق) بأن "توظيف أبناء المسؤولين والإطارات، وقروضا بالجملة دون ضمانات، وخططا للاستحواذ على الأموال العمومية، وعدم التبليغ عن التجاوزات من طرف محافظي الحسابات (بنك خليفة) لدى النيابة العامة والضبطية القضائية والاكتفاء بتبليغ بنك الجزائر، والتدخل غير المتوقع لمومن خليفة"، هي أهم ما ميز إحدى مراحل المحاكمة. ومن جهتها، تطرقت الصحف الموريتانية إلى الحوار المرتقب بين الحكومة والأغلبية الداعمة لها والمعارضة بشقيها (الراديكالية) و(المعتدلة)، وانعقاد الشطر الثاني والأخير من الأيام التشاورية حول الشباب والرياضة. وهكذا، نقلت صحيفة (الأمل الجديد) عن بيجل ولد هميد، رئيس حزب الوئام الاجتماعي الديمقراطي، الرئيس الدوري لأحزاب المعاهدة من أجل التناوب السلمي على السلطة، قوله إن المعارضة "لا تعني الشجار أو العداء المطلق"، مضيفا أن موريتانيا "تحتاج إلى دروس كثيرة لفهم القيم الديمقراطية ". وأضافت الصحيفة أن زعيم حزب الوئام أكد أن المعاهدة لن تكون أبدا بمعزل عن القضايا الوطنية الكبرى، ولن تشارك في الحوار كمراقب، معتبرا أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز "جاد في الحوار، ولذا على مكونات الطيف السياسي في البلاد أن تكون هي الأخرى بنفس المستوى من الجدية في إنجاح الحوار حتى تتمكن من حلحلة كل المشاكل المحدقة ببلادنا". ونقلت بعض الصحف عن مصدر بحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) قوله إن اللجنة التنفيذية للحزب اعتمدت ثلاث نقاط بشأن الحوار السياسي الذي تجري الاستعدادات له منذ أشهر، مضيفا أن اللجنة اعتبرت رد الأغلبية الشفوي على وثيقة المنتدى "غير لائق ولا يستحق الرد عليه قبل أن يكون مكتوبا". وحسب ذات المصدر، فإن اللجنة التنفيذية قررت أيضا دعم وحدة منتدى المعارضة في موضوع الحوار، وإجراء مشاورات موسعة مع بقية أطياف المعارضة. وعلى صعيد آخر، تناولت الصحف الموريتانية انطلاق فعاليات المرحلة الثانية والأخيرة من الأيام التشاورية حول الشباب والرياضة، التي يشارك فيها حوالي 500 شاب وممثلون عن القطاعات الحكومية والفعاليات الشبابية بالخارج، سيعكفون، على مدى ثلاثة أيام، على وضع إستراتيجية وطنية للشباب والرياضة للفترة من 2015 إلى 2020 وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (الشعب) عن وزيرة الشباب والرياضة كمبا با قولها إن الشباب "ثروة استراتيجية واعدة يرتكز بناء الأمة وتطورها الدائم عليها، لذلك شرعنا منذ عدة أشهر في تنظيم أيام تشاورية ترمي إلى تعبئته لأحداث تغييرات نوعية". كما توقفت الصحف عند برنامج التدخل السريع الذي تبنته الحكومة للحد من الآثار السلبية للنقص الحاد في الأمطار هذا العام، مبينة أن البرنامج يستهدف توفير الأعلاف والأدوية والمياه في المناطق الرعوية من أجل حماية الثروة الحيوانية.